‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقارير وحوارات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقارير وحوارات. إظهار كافة الرسائل
الثلاثاء، 24 أبريل 2018

تقرير : زيارة طلاب المعهد التقني الى مكتب الوزارة المالية م المهرة





بعون الله وتوفيقه وفي يوم الثلاثاء  بتاريخ 3/1/2012 م قمنا نحن طلاب المعهد التقني التجاري ، قسم المحاسبة ، المستوى الثاني ، بزيارة إلى مكتب وزارة المالية فرع المهرة ، الكائن في الغيضة ، منطقة الجحي بقرب مكتب الأشغال ألعامه والطرق .
وكان قائدا الزيارة ، الأستاذ  نور الدين ، والأستاذ مأمون السامعي  ، برفقة طلاب قسم المحاسبة المستوى الثاني ، والذي كان عددهم 20 طالبا .

عند وصول إلى مكتب الوزارة ، كان باستقبالنا بعض الموظفين على رأسهم مدير الوحدة الحسابية الأستاذ العزيز عادل علي محمد الحمبصي ، وقد تجولنا في  جميع المكاتب ، واطلعنا على سير العمل عن قرب .

ثم بدأ الأستاذ الحمبصي في شرح إلية العمل في المكاتب ، وتعمق في شرحه ، ثم بدأنا بمقابلة الموظفين لنسألهم ونعرف عنهم تفاصيل أعمالهم  .

اتجهنا إلى الأستاذ محسن القادري مدير سجل قيد اعتماد الصرف  لنسأله ونستفسر عنه بعض الأمور  ، فكان متعاونا معنا ومتجاوبا  إلى أبعد الحدود ، ثم بعد ذلك شكرناه ، واتجهنا إلى مكتب سجل الفحص ، وقابلنا هناك الأستاذ يونس عبدا لله ، فاطلعنا على الطرق الأمثل  لفحص والتأكد على مذكرة اعتماد الصرف ، وبعد ذلك اتجهنا إلى مكتب سجل الموازنة ، وهو ما يسمى بسجل الارتباط ، وهناك قابلنا الأستاذ  أمير فضل ، والذي بدوره أطلعنا على كيفية استخدام تقييد مذكرة اعتماد الصرف .
ثم بعد ذلك اتجهنا إلى سجل قيد والتسجيل ، وهو تسجيل وتدوين جميع القيود من العملية السابقة ،  وهناك قام الأستاذ وهيب أحمد  بشرح كيفية تسجيل وتدوين القيود ، ثم  بين لنا الأستاذ أن من الأعمال التي يقوم بها موظف تسجيل وتدوين القيود  في نهاية السنة ، تجميع ومطابقة القيود قبل أرشفتها .

وقبل اختتام الزيارة  مررنا إلى مكتب مدير المالية وهو الأستاذ عويضان سالم علي يسهول ، ووجهنا له بعض الأسئلة ، ومن تلك الأسئلة :
- ما هو الأساس المستخدم في هذه الإدارة ..؟
- إلية عمل المكتب ، هل هي يدوي تقليدي أم الكتروني حديث .؟
وتم الإجابة عنها بوضوح  .
ثم شكرنا المدير وجميع الموظفين باسم المعهد التقني التجاري والصناعي ، وباسم قسم المحاسبة  ، وبينا لهم عن امتناننا وشكرنا لهم ، وأننا سعداء في زيارتهم ، وهم أعربوا عن فرحتهم ، وأكدوا علينا أن نزورهم مرة أخرى ، وبهكذا انتهت الزيارة .

الفوائد التي تم تحقيقها في الزيارة
الزيارة التي قمنا بها ، كان لها أهداف ، ومثل ما رسمنا لها الأهداف ، قد تحقق لها بعض الفوائد المرجوة من تلك الزيارة ومنها :
1-اكتساب خبرة عن سير العمل .
2- قد تحقق لنا التعليم التطبيقي في زيارتنا إلى المكتب ، كوننا كنا نتعلم تعليما نظريا لا يخلو من الروتين والرتابة  
3-التعرف عن أسرار مادة المحاسبة الحكومية  المستمدة من واقع العمل في المكتب .
4- اكتساب أصدقاء والتعرف عن الموظفين في المكتب ، وهذا يزيد رصيد أصدقائنا .



ايجابيات الزيارة
دائما لكل عمل ،  أو فعل ، أو حتى أمر ما له ايجابيات وسلبيات ، فليس من المعقول أن يخلو عملا ما عن الايجابيات ، ومن هذا المنطلق كانت لزيارتنا إلى مكتب وزارة المالية الايجابيات الكثيرة ، وهنا نذكر البعض منها :
1-     الاستقبال الممتاز من قبل الموظفين والعاملين في المكتب ، وهذا يشعرك بارتياح وجدية العمل .
2-      تعاون الموظفين معنا ، وعدم تقصيرهم بأي معلومة أو تساؤل .
3-      لاحظنا عند زيارتنا أن أكثر الموظفين موجودين ، وهذا يدل على التزامهم  بالمواعيد .
4-      التعاون بين الموظفين ، والشعور بروح الإخاء .


ملاحظتنا ( سلبيات ) حول الزيارة
وكأي عمل ، أو وظيفة ، كان لا يخلو من السلبيات ، وزيارتنا إلى مكتب وزارة المالية ، وجدنا أن هناك بعض السلبيات التي رائينا أن نسميها ب ( ملاحظات ) ، فهي ملاحظات منا ، قد لا تصل إلى معنى السلبية ، كوننا طلبة علم ، لم نلم كل ما يجري في المكتب ، ومن تلك الملاحظات :
1-    قدم المبنى ، حيث يحتاج إلى ترميم وإعادة هيكله .
2-      ضعف نظافة المبنى ، فالمبني ومكاتبه ، وممراته ليس نظيفا كما يجب .
3-      السلوك غير الجيد من قبل  بعض الموظفين ، مثل شرب السجائر .
4-      قلة مكاتب الموظفين ، وتشارك الموظفين في مكتبا  واحد ، وهذا ما يقل الجودة في العمل .

5-      قلة وجود أجهزة تساعد الموظفين  ، وهذا ما يجعل الموظف يجد صعوبة في إتمام عمله  في الوقت المناسب .
السبت، 9 ديسمبر 2017

حوار مع : المهندس سعيد هايل علي سيف ، المشرف الأول على شق شبكة طرقات المهرة




لقاء خاص مع المهندس سعيد هايل علي سيف
المشرف الأول على شق شبكة طرقات المهرة
حاوره / أحمد عبدالله بلحاف 

في لقاء ً سبق وان نشر في صحيفة الاحقاف ، وها نحن نعيد نشر اللقاء مرة أخرى ، انصافاً للشخص الذي أعطى المهرة كل ما لديه ، وابرازا لجهوده الجبارة في هذه الأرض الطيبة ، ولإعلام الجيل الشاب لمثل هذه الهامات والشخصيات ذات الثقل في تاريخ المهرة المعاصر . 
المهندس سعيد هايل علي سيف ، من مواليد  1940م ، طور الباحة ، لحج ، متزوج وله 5 ذكور وثلاث إناث ، بدأ عمله في مكيراس ، واشرف على طريق لودر مكيراس ( عقبة الثراء ) ، وبعدها كان مشرف مباني وطرق في الضالع خلال عامي 66-67م ، وهنا يحدثنا سعيد هايل عن بداية قدومه إلى المهرة ، ومشـوار شق الطـرق فـي محـافظــة الــمــهــرة والعراقيل والصعوبات والكثير من التفاصيل في هذا اللقاء . 

في البداية ، متى كان قدومك إلى المهرة ، وكيف كانت الأجواء ؟
في عام 1968م بعد الاستقلال كان وزير الإشغال العامة فيصل بن شملان رحمة الله ، فقام بتكليفي للذهاب إلى المهرة ، وكان التكليف بناء على طلب القيادة في محافظة المهرة ، كون المهرة تنعدم فيها شبكات الطرق ، وكنت أتجهز للذهاب إلى سقطرى ، ولكن جاء تكليفي عكس ذلك ، فجهزت نفسي ، وأخذت معي من المعدات مكينة دي سكس واحدة ، وواحد كمبرهيشن ، ومجموعة سيارات من بقايا الانجليز ، وعلى العموم كانت المعدات قديمة ، ولكن لا يتوفر غيرها ، وبها ذهبت الى المهرة .
فانطلقنا الى المهرة ، وبعد 15 يوما وصلنا الى منطقة مرعيت ، وقابلنا الاخ عوض بن ديول كلشات ، وكان دليل طريقنا الى أن وصلنا الى الغيضة ، وقد استقبلنا في محافظة المهرة بحفاوة كبيرة من قبل القيادات والاهالي .

أي الطرق حضت أن تكون البداية في شقها ؟
أشارت القيادة في المحافظة بشق الطريق الغربية ( ضبوت ، نشطون ) ، فقمنا بالاستطلاع أنا والاخ ابوصبري ، وكان حينها الاخ المناضل علي محمد علي بلحاف رحمة الله قائدا لمنطقة ضبوت ، ومساعده الاخ سعيد خليفة ، ولكن الجو هناك لم يكن مهيئا للعمل لعدم توفر المياه ومستلزمات العمل لشق سلسلة تلك الجبال الصعب العمل فيها بمعداتنا البسيطة ،
ولا ننسى قلة العمال ، حيث كان لدينا 10 عمال فقط .
بعد ذلك رجعنا الى المحافظة المهرة ، وكان حينها الاخ محمد سالم عكوش محافظا ، واعتذرت عن العمل هناك . 

لماذا اعتذرت عن العمل ؟
لعدم توفر الجو الملائم للعمل ، الا أنني وضعت مقترح لماذا لا نربط محافظة المهرة بحضرموت ، لأنني رأيت الطريق عندما قدمت الى المهرة ، واضافة الى ذلك لم تكن هناك الى ثلاثة سيارات تعمل بين المهرة وحضرموت .

من كانوا أصحاب تلك السيارات الثلاثة ؟
كانت للإخوة :
- عوض ديول كلشات
- مسلم رعفيت
- الرضة كلشات .

هل استجابة القيادة لمقترحك ، وماذا كانت النتيجة ؟
نعم استجابة القيادة في المحافظة للمقترح ، ذهبت انا والاخ أحمد سالم مخبال رحمة الله وجلبنا مكينة شق من محطة التاجر حضرموت ، واخذناها بعد موافقة محافظ حضرموت وقبل ان نبدأ شق الطريق من منطقة عرده بدأت باستطلاع الطريق مع الاخ أبو فتيلة الذي كان يجلب اللخم الى المهرة  ، وركبنا على الجمال لاكتشاف طريق مختصر .

ومتى بدأتم العمل ؟
بعد يومين من الاستطلاع بدأنا العمل بشق الطريق من الوادي فقمة مرورا بوادي غبارية ووعشة والفرط باتجاه المهرة وكان إجمالي مسافة الطريق الذي تم شقه 45كم بعد ذلك قررنا العمل في الجهة الشرقية من المحافظة ، فذهبت الى الفتك ، حيث كان الطريق ينتهي هناك وبدأت بالاستطلاع كالعادة مشيا على الاقدام الى أن وصلنا الى حوف أنا والاخ محمد بن سلومة وهناك أستقبلنا الشيخ علي محمد بن ياسر رحمة الله ، والاخ المأمور عبدالله مزيرعي رحمة الله والاخ محسن علي ياسر ، ولكن لسوء الحظ عند انتهائنا من الاستطلاع ، وتجهيزنا للعودة مرة اخرى صادفنا الخريف المصحوب بالإمطار والسيول وهذا الذي جعلنا نظل في حوف أكثر من 15 يوما لانقطاع الطريق وهيجان البحر .

كانت تلك الأمطار فترة نقاهة وراحة لكم ، كيف فعلتم بعد تلك الفترة من التوقف ، هل واصلتم العمل ؟
نعم ، كانت فترة راحة إجبارية لنا إلا أننا بعد تلك الفترة واصلنا التحرك  ، فعدنا مشيا على الأقدام الى الفتك ، ونقلت المعدات الى منطقة الفتك  ، وبدأنا العمل خطوة بخطوة الا أن المعدات كانت تتعطل باستمرار ، ثم نبحث عن القطع من هنا وهناك كي نصلحها ، فنلقى المشقة في ذلك الا اننا لا ننسى جهود المواطنين وتعاونهم معنا فكانوا يقومون بالمبادرة لمساعدتنا حيث كانوا يقومون بإزالة الرمل في (منطقة بطح لبون) في الفتك بأيديهم  ويستمرون في ذلك العمل الشاق طوعا من أخر الليل إلى الصبح نظرا لارتفاع الحرارة في النهار ولان البعض كان لديهم أشغالهم الحياتية وبدأت المرحلة الأخرى بردم الطريق بالحجار وكان كل ذلك على أظهر العمال دون أن يتغاضو مبالغا كثيرة ، لكن حبهم للخير وروح التعاون والعمل الطوعي لم يثنيهم عن شق ذلك الطريق .
قررت أنا والأخ محمد سالم الشراخ باستخدام طريقة التفجير لشق الطريق ، وفعلا بدأنا بتنفيذ الطريقة عبر استخدام الديناميت .

غير الأهالي ، وأهل الخير ، هل كانت هناك جهات دعمتكم في تلك الفترة ؟
نعم ، أعتُمد لنا اعتماد ضمن مساعدات الأمم المتحدة ( مواد غذائية ) ، وظل العمل جاريا حينها وتحسن نوعا ما ، وعندما كنا في منطقة حضاب التقينا الأخ علي سالم البيض والأخ فارس سالم ، وهم في طريقهم إلى حوف ومكثا يومان عندنا وقدمنا لهما معاناتنا وشكاوينا، وكان ذلك سببا في افتعال لي بعض المشاكل من قبل بعض العناصر القيادية في عدن كونهم ينزعجون من تلك الشكاوي .

هل أدى انزعاج العناصر القيادية في عدن إلى توقيف العمل ؟
لا ، لم يتوقف العمل ، أستمر العمل إلى أن وصلنا دمقوت ومن مما يستحضرني مر بنا 33 حاج من الهند ولكن القيادة في المحافظة في ذلك الوقت منعتهم من العبور وبينت لهم القيادة بالعودة إلى دبي والحج من هناك معبرة (اما هنا لا يوجد مكة أو مدينة ولكن يوجد مكة مكينة )  فمكث حجاج الهنود في منطقة دمقوت ، ومدوا لي يد العون في العمل وعملوا معي لمدة 3 سنوات.

وبعد أربعة سنين من العمل المستمر وصلت إلى منطقة المرارة ، وكان الجيش قد ساهم بالياته بشق الطريق من المرارة إلى منطقة (جار) وفي عام 1974م قام رئيس الوزراء علي ناصر محمد بافتتاح الطريق رسميا وانتقلنا بشق الطرق الفرعية في جبال حوف تحت إشراف الأخ سعيد محمد سعيد ( أبو نعيم ) ،ثم رجعنا إلى الغيضة وبدأنا العمل في طريق فرتك ، وكان الوضع قد تحسن من ناحية المعدات ، وفي تلك الفترة تم إيقاف مرتبي لمدة 8 أشهر من الوزارة بسبب المنازعات  ، ولكني أكملت العمل بدعم من المحافظة وبجهود المواطنين أستمر العمل ،وخلال عام واحد قطعنا مسافة من ضبوت إلى حصوين ، وعملنا حسب الإمكانيات الموجودة لدينا حيث لم تكن لنا أي مخصصات للعمل حتى أن المحروقات كانت الشرطة تدعمنا بها وفي يوم الذي أكملنا فيه شق الطريق استخدمت لأول مرة القوات المسلحة كونها لا تستطيع أن تنزل على مطار الغيضة لأنه كان معرض للقصف الإيراني أيام الجبهة الشعبية ، وقد افتتح طريق فرتك رسميا عام 1975م من قبل وزير الإنشاءات والسفير الصيني .

بعد ذلك اتفقوا معي للإشراف على طريق ( سيحوت – قشن ) ،وكانت المعدات الجديدة قد جلبت إلى سيحوت وأخذت معداتي القديمة منطلقا إلى سيحوت عبر طريق حضرموت كمن يعمل التفافه طويلة ، وما أن وصلت سيحوت حتى استلمت المعدات وبدأت العمل من تلك النقطة متجها إلى قشن وتم استزياد عمال إلى أن وصل العدد 120 عاملا ، واستمر العمل المضني إلى أن وصلنا إلى عتاب ، وهناك تعرضت الإصابة بكسر يدي بسبب التفجير بالديناميت .

أصبت إثناء العمل بعد تفجير بالديناميت ، هل كانت حالتك خطرة ، حدثنا أكثر ؟
نعم أصبت أثناء العمل بكسر يدي بسبب التفجير بالديناميت فأسعفت إلى سيحوت ، ولم يكن هناك أي علاج ومكثت هناك 4 أيام لعدم وجود الطائرة التي كانت ستقوم بإسعافي إلى مكلا لتلقي العلاج فاضطروا لإسعافي عن طريق البر إلى مكلا , وفي مكلا أعتمد لي مدير المستشفى التذكرة إلى عدن ولكن لسوء حضي أقلعت الطائرة قبل وصول التذكرة ، مما استلزم أن انقل برا إلى عدن ووصلت إلى المستشفى الجمهوري الساعة 2 صباحا ، ومن هناك تواصلت مع الوزارة ، وأتى كلا من الوزير والوكلاء والعديد من المسؤولين من الوزارة لزيارتي ، وخضعت لعملية ولكنها فشلت ، فاضطروا أن ينقلوني إلى الهند وهناك تلقيت العلاج  ، وبعد تلقي العلاج في الهند وتعافيت عدت إلى ارض الوطن ، وواصلت عملي في شق طريق سيحوت – قشن ، إلى أن تم استكمالها  ، واتى دور الافتتاح رسميا من قبل رئيس الوزراء عام 1979م .

وبعدها انتقلنا للعمل في بادية سيحوت ، ومن قشن إلى كدحيم ، وبدأنا العمل في جهة أخرى وهي شق طريق حات – الغيضة  ، وأكون بذلك أنهيت 950كم إجمالي الطرق التي اشرفت على شقها من عام 1969م – 1980م ، ومن بعد انتهاء شق الطريق تم تعيني مدير عام الأشغال في المحافظة إلى أن طلبت التقاعد عام 1994م .

كلمة أخيرة تختم بها اللقاء 
أعتبر نفسي أحد أبناء محافظة المهرة أنا وأبنائي ، وأخي عبده سعيد الذي توفي وهو على عمله وبعض أبنائي الذين توفوا في هذه المحافظة .
وكما كنت أيضا أتمنى من القيادة في المحافظة ولو بتكريم بسيط ، ولكن اعتراف واحترام أبناء محافظة المهرة بجهد الذي بذلته أكبر تكريم لي ، لأنهم لا ينسون الجميل ، فهم إخوتي ولا يزال جميعهم يقدرونني ويعرفوني حق المعرفة وأشكر كل من عمل في هذه المحافظة تلك الفترة الصعبة واعتبر أن تلك الفترة هي امتحان لوطنية الإنسان ، والحمد لله أنني اجتزتها بنجاح ، وتعرفت على سكان المحافظة وهذا الذي استدعى أن اسكنها وانتمي اليها ، ولا أنسى أن أشكر جهودكم الجبارة في المجال الإعلامي . 

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

تقرير : بعد 20 سنة من تأسيس كلية التربية ، هل آن الأوان لجامعة المهرة ان ترى النور ؟





بعد 20 سنة من تأسيس كلية التربية  .. هل آن الأوان لــ " جامعة المهرة " أن ترى 
النور ، أم أن المعاناة والتجاهل سيستمر
تقرير / عمر علمي نيمر 


تأسيس جامعة المهرة  أصبح أمرا حياتيا ، ومطلبا ملحا ، وغاية سامية ، وهدفا نبيلا ، واحتياجا وضرورة كون الطالب في محافظة المهرة  يغترب إلى محافظات الأخرى ، فيعاني الأمرين ، من الغربة ، وضيق الدعم ، ولا ننسى ما يلاقيه الطالب من ابتزاز وضغط من قبل بعض من يعملون في تلك الجامعات .

قصة انشاء الجامعات اليمنية قصة فيها الكثير من الجهد والطلب ، فكل تلك الجامعات لم ترى النور الا بعد جهد كبير من ابناءها ، لذلك بحثت عنها ، البحث الذي يؤكد أن أغلب المحافظات لديها جامعات باسم محافظاتها ، فحضرموت ، وصنعاء ، وعدن ، وتعز ، ومأرب ، وذمار ، وغيرها من المحافظات ، وهذا أمر يثلج الصدر .

كلية التربية بالمهرة
بعد توسع رقعة التعليم في المهرة ، وانتشار التعليم الأساسي والثانوي اتجهت العقول والقلوب لاستكمال ما تم بدايته ، ونتيجة للمعاناة التي كان يعيشها أبناء المهرة الراغبين لإتمام مرحلة التعليم الجامعي بدأت فكرة الجامعة تراود الكثير من أبناء المهرة ، تلك الفكرة التي لم ترى النور ، الا أن ما خفف وقع الانتظار تأسيس وانشاء كلية التربية بالمهرة ، تلك الكلية التي كانت بمثابة الحلم الذي طال انتظاره وتحقق في الأخير .

يقول الدكتور سالم بافطوم عميد كلية التربية في لقاء سابق  : ( جاءت فكرة انشاء كلية في المهرة نتيجة للمعاناة التي كان يعيشها ابناء محافظة المهرة ورغبة الكثير منهم في اكمل تعليمه الجامعي وخاصة الفتيات حيث ان المحافظة حرمت لسنوات طويلة من التعليم  وان وجد فهو تعليم اساسي حتى التعليم الثانوي كان عدد المدارس الثانوية محدود جدا حيث كانت هناك ثانوية واحدة فقط بالمحافظة  وهي ثانوية حسان وبعدها تم افتتاح ثانوية في سيحوت وأخرى في  حوف وقشن وهكذا الى ان اصبح الثانويات في كل مديرية تقريبا بل ان بعض المديريات بها اكثر من ثانوية وأصبحت هناك ثانويات خاصة بالبنات في كلا من الغيضة وسيحوت .

وكانت فكرة انشاء كلية في المهرة لأول  لجامعة عدن ، ولم تكتمل الفكرة الى ان جاء تأسيس جامعة حضرموت وعمل الدكتور علي هود باعباد أول رئيس لجامعة حضرموت على تنفيذ الفكرة على أرض الواقع ومعه عدد من ابناء المحافظة وتم افتتاح الكلية في العام الجامعي 98- 1999م  بقسمين هما الدراسات الاسلامية  واللغة العربية  والتحق بهذين القسمين قرابة التسعين طالب وطالبة , ثم افتتح في العام الدراسي 1999-2000م قسم ثالث هو قسم الرياضيات .

التحق بالكلية آنذاك  32 طالب وطالبة  وافتتح في العام الجامعي 2003-2004م قسم رابع هو قسم اللغة الإنجليزية وتقدم للدراسة فيه  65 طالب وطالبة في المبنى الواقع فيه حاليا مكتب التربية والتعليم بالمحافظة الى ان تم الانتقال الى المبنى الجديد في العام الجامعي 2004-2005م وتخرجت اول دفعة من الكلية في العام الجامعي 2001-2002م  ) .

كلية التربية تخرج منها دفعات تلو والأخر دون كلل وممل ، تقوم بمهامها بأكمل وجهه في ضل ما يمر به الوطن من حروب ومشاكل ومعاناة ، ففي قسم الدراسات الإسلامية تخرج منها أكثر من 15 دفعة ، وكذلك قسم اللغة العربية ، وفي قسم اللغة الإنجليزية تخرج منها أكثر من 9 دفعات ومثلها في الرياضيات .

الفتاة المهرية والتعليم الجامعي
اقبال الفتاة المهرية على الالتحاق بالكلية خلال السنوات الماضية واضح جدا من خلال الاعداد الكبيرة التي تلتحق بالكلية وأعدادهن اكبر بكثير من عدد الطلاب المهريين , حيث فيه هناك طالبات من مناطق بعيدة جدا جاءت منها الطالبات وهذا شي طيب وعامل مشجع رغم ان التخصصات الحالية لا تلبى طموحات ورغبات الملتحقين ، مما يدل ويؤكد احتياج المحافظة الى جامعة ، فهذا الأمر سيسهل الكثير ، بل وسيعطي زخم أكثر في مرحلة التعليم الجامعي ، ومع مرور السنوات سيكون الاكتفاء الذاتي للمحافظة .

 الكلية التربية خلال الفترة الماضية حققت الاهداف المرجوة منها الى حد ما حيث رفدت التربية والتعليم بالمحافظة بالمعلمين المؤهلين في تخصصات الدراسات الاسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية ورفدت المكاتب الادارية الاخرى كمكتب وزارة النفط ومكاتب السياحة والصناعة وغيرها , ولكن بعض  التخصصات كالدراسات الاسلامية  مثلا اصبح سوق العمل متشبع وبهاو اصبح خريجي الدراسات الاسلامية يشكلون عبء على مكتب الخدمة لكثرة أعدادهم لان سوق العمل اصبحت متشبعة والمحافظة بحاجة الى تخصصات جديدة تلبي حاجة المحافظة ، وهذا لن يستقيم الا بتأسيس جامعة المهرة .

حوافز طلاب المتفوقون في الكلية
تقدم  الجامعة والسلطة المحلية وبعض الجمعيات الخيرية بعض الحوافز للطلاب المتفوقين فالجامعة تكرم كل سنة الطلاب الاوائل  بجوائز مادية وعينية وكذلك اعفاء الطلاب الاوائل  من دفع رسوم الانشطة ويقدم الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين للطلبة الاوائل من ابناء المهرة بالكلية مبالغ مالية شهرية , حيث تم افتتاح فرع للصندوق عام 2011م تقريبا في الكلية .

يقوم هذا الفرع برفع اسماء الطلاب الاوائل الى الصندوق حيث بدأ بكفالة 3 طلاب واليوم يوجد عدد 13 طالب وطالبة بالكلية يستفيدوا من مساعدات الصندوق الخيري وكذلك يقدم الصندوق كل سنة منح تنافسية خارجية لطلاب الثانوية العامة بقسمة الادبي والعلمي  ونجدها فرصة ان ندعو ابناء المهرة ليتقدموا للمنح التي يقدمها الصندوق ، حيث ان ابناء المهرة لم يتقدم احد منهم لهذه المنح للعام الماضي وهذا العام فمن لديه الرغبة يتواصل مع فرع الصندوق بالكلية او من خلال موقع الصندوق على شبكة الانترنت , اما مشاركة المجتمع المحلي ( سلطة محلية ، رجال أعمل وجمعيات وغيرها )  فان مشاركتها صفر ولم يتقدم أي جهة لمساعدة الطلاب  ونأمل من اهل الخير ورجالات المهرة مساعدة طلاب المهرة سواء الدارسين في الكلية اوفي الجامعات الاخرى .

قرار رئيس الجمهورية ، والتباطؤ في الإنجاز
كذلك هناك محافظات لديها قرار جمهوري مسبق ، بإنشاء جامعات لهم ، فقلد أصدر قرار جمهوري رقم (199) بإنشاء جامعة عمران ، كما أصدر القرار الجمهوري برقم (119) لسنة 2008م بشان إنشاء جامعات (لحج ، أبين ، الضالع، حجة، البيضاء ) ، وهنا نرى أن المهرة ليست مع ذلك القرار .

وفي سنة 2010م صدر قرار رئيس الجمهورية رقم (77)  قضى بإنشاء جامعة شبوة ، كما صدر القرار الجمهوري رقم (140) لسنة 2010م قضى بإنشاء جامعة وادي حضرموت ، مع العلم أن حضرموت لها جامعة باسمها ، ولكن كثرة الجامعات دليل على الوعي التعليمي وحب العلم .، وبنفس العام صدر القرار الجمهوري رقم (141) لسنة 2010م قضى بإنشاء جامعة صعدة ، ولا زلت المهرة غائبة !

كما ترون لم يتحرك من بين أبناء المهرة من يطالب بإنشاء جامعة في المحافظة ، فالكل ينتظر من الأخر أن يفعل ذلك ، وهكذا أصبحنا على الهامش ، حتى أن هناك من المحافظات الأخر من يشارك المؤتمرات العلمية والتجمعات الثقافية باسم المهرة دون الرجوع الى أصحاب الشأن .

 المؤسف أن كل تلك المحافظات  صدر لها قرار جمهوري بإنشاء جامعات في محفظاتهم لم تكن محافظة المهرة من بينها ، تخيلوا ، لم تكن المهرة من بينها ، أيعني هذا أن قيادات ورجال تلك المحافظات أحسن حالا من قياداتنا ورجالنا ؟
المحافظة لا ينقصها شيء ، فالمبنى متوفر ، والطلبة متوفرين ، والمنهج من الممكن أن يوفر بأسرع ما يمكن ، والكادر الأكاديمي متوفر أيضا ، حتى وإن لم يكونوا من أبناء المحافظة ، ولم يكن للمهرة حاملي  الشهادات العليا بالقدر المطلوب ، ولم يكن ذلك عائقا .
كخطوة أولى من الممكن افتتاح كليتين ، كلية للعلوم الادرية من محاسبة وإدارة اعمال واقتصاد ، وكلية المجتمع ، إضافة الى كلية التربية ، وفي المستقبل يكبر الحلم ويكون أكثر ثباتا وقوة .

لماذا الإحباط
ثم لماذا البعض يعتقد أن البناء والإنشاء ، والتأسيس ، والأعمار لا يستقيم إلا بخطوة واحده ، فهل نسوا أن الله جل شانه خلق الأرض والسماء و الكون لأيام ، وهو – الله - الذي كان من مقدوره أن يقول له كن فيكون ، ومع هذا أراد الله أن يعلمنا أن البناء لا يمكن إلا بخطوات ، وكل خطوة تسبق أخرى ، ونحن في المهرة والحمد لله قد تجاوزنا الكثير  من تلك الخطوات ، فلدينا مبنى ، وكلية ، وتخصصات ، وطلبة ، ودكاترة ، لهذا يستحسن أن نسرع في اغتنام الفرصة ، فالدنيا فرص .


غياب الدور المجتمعي ورجال الأعمال
الحياة بشكل عام لا تخلو من الصعوبات ، واي حلم لا يتحقق بسهولة ، لذلك فان كلية التربية تواجه الكثير من الصعوبات منها نقص الهيئة التدريسية وانخفاض نسبة الدكاترة الوافدين ، وضعف التعويض عنهم بالكادر المحلي ، كذلك قلة الدرجات المخصصة للابتعاث الخارجي .

كل تلك الصعوبات يمكن تذليلها اذا تكاتف الجميع ، فدور المجتمع من السلطة المحلية والشيوخ واعيان البلد ورجال الاعمال مهم جدا ، ولابد أن يتكاتفوا لانتشال الوضع المزرى في المحافظة تعليميا وثقافيا ، فالتجاهل من قبلهم وعدم اهتمامهم للتعليم يجب أن ينتهي ، فالأمم والشعوب تتقدم بالعلم والمعرفة ، وهذا ما نراه في مجتمعات أخرى ، حيث يتكاتف الجميع بدأ من السلطة وانتهاء برجال الاعمال للنهوض بمجتمعاتهم ، والمساهمة في تطوريها .

ضغط السلطة المحلية على وزارة التعليم العالي
السلطة المحلية لن تألو جهدا في تحقيق الحلم ، ولكن  ذلك الجهد لا يجب أن يكون بقوة ودفعة واحده ثم يبدأ التراخي والجمود ، فالأحلام الكبيرة لا تتحقق بوتيرة واحدة ، وانما مراحل متعددة ، وإصرار ، لا أن نرى استخراج قرار من رئيس الجمهورية ينص بسرعة تأسيس جامعة المهرة ، ثم بعد ذلك يتوقف كل شيء ، فلا متابعة ولا محاولات أخرى ، وكأن الأمر كان في الأصل للترويج الإعلامي والتلميع لصورة السلطة .

نعتقد جزما أن السلطة المحلية لديها الخادمة والقوة والصوت الذي يوصل الحلم الى بر الأمان ، ويقربه أكثر وأكثر ، فضغط السلطة المحلية في المحافظة على وزارة التعليم العالم بإنشاء جامعة المهرة  سيكون من وراءه نتائج كبيره ، ولكن قبل ذلك لابد ان يكون هناك إصرار لا حدود له ، فهل سنرى ذلك .


الابتعاث الخارجي
يتم ابتعاث أعضاء الهيئة التدريسية المساعدة لدراسة الماجستير والدكتوراه على حساب الجامعة ويأتي هذا في أطار التأهيل الاكاديمي لأعضاء الهيئة التدريسية المسعدة (معيد - مدرس) لجامعة حضرموت ، أما بقية الطلاب فهناك وزارة خاصة تسمى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ( ادرأه البعثات) ومهمتها ابتعاث الطلاب للدراسة سواء كان في الداخل او الخارج في مساق البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وتتحمل الوزارة النفقات المالية المترتبة على هذه المنح .

على رجال الاعمال والتجار والخيرين والسلطة المحلية أن تخصص ميزانية لابتعاث الطلاب من أبناء المهرة ومساعدتهم لدراسة الماجستير والدكتوراه ، فهذا الأمر يقرب المسافة في تحقيق الحلم ، ويجعل الأمر ممكنا أكثر من ذي قبل ، وهذا لا يعني انتظار سنوات لتخرج أؤليك الطلاب ثم بعد ذلك تأسيس الجامعة ، وانما الشروع بالتأسيس يساعد تطبيق فكرة الابتعاث ويقويها .

هل سيتحقق الحلم ونرى جامعة المهرة في القريب العاجل
نرجو من الله ذلك ، فالجامعات والمعاهد والاكاديميات دليل على الوعي المجتمعي ، وبدونها تكون تلك المجتمعات عاله على غيرها في كل جوانب الحياة ، لذلك نتمنى أن تكون هناك جهود كبيرة من قبل السلطة في المحافظة والشيوخ والاعيان والمثقفين والمتعلمين ورجال الأعمال .







تقرير : عودة السلطان عبدالله بن عيسى بن عفرار الى المهرة وسط استقبال شعبي كبير




عودة السلطان / عبدالله بن عيسى بن عفرار 
رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى وسط استقبال شعبي كبير 
بعد زيارات قام بها الى بعض الدول الخليج العربي 

تأتي هذه العودة  بعد عدد من الزيارات والجولات الخارجية التي قام بها رئيس المجلس العام في إطار جهوده الجبارة التي يبذلها سعيا إلى تحقيق المشروع الشعبي والوطني الكبير الذي اختاره وأجمع عليه السواد الأعظم من أبناء محافظتي المهرة وسقطرى وهو إقامة إقليم المهرة وسقطرى المستقل على حدود العام 19 67م . 

هذا ويشمل برنامجه أثناء إقامته في محافظة سقطرى الكثير من الفعاليات واللقاءات المتعددة والمتنوعة مع قيادة السلطة المحلية ، والمجلس العام ، والأحزاب السياسية ، والشيوخ والأعيان، والشخصيات الاجتماعية والثقافية، والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة جملة من القضايا ذات الأهمية المشتركة بين أبناء محافظة سقطرى، وكذا القضايا المشتركة بينهم وبين إخوانهم أبناء محافظة المهرة . 

الوصول الى المهرة 
في تاريخ 7 مارس 2017م وصل عبر منفذ صرفيت الى الغيضة السلطان عبدالله بن عيسى بن عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وارخبيل سقطرى ، حيث كان في استقباله رئيس الهيئة التنفيذية الشيخ / توكل سالم بلحاف ، ونائب رئيس الهيئة التنفيذية الشيخ / سعد علي مخبال كده ، ، والأمين العام المساعد الأستاذ / حمزة خودم محمد ، ووكيل محافظة المهرة للشؤون الصحراء الشيخ علي سالم الحريزي ، وعدد من رؤساء الدوائر الأمنية والمدنية بالمجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى ، وجمع من الشيوخ والوجهاء ، وكذلك القطاع الشبابي بالمهرة . 

وتأتي عودة السلطان عبدالله بن عفرار هذه المرة بعد زيارة قام بها الى بعض الدول الخليج العربي والمشاركة في بعض الملتقيات المهمة ، وقد أشار السلطان فور وصوله الى مقر المجلس العام في الغيضة أنه سيتم مناقشة عدد من القضايا الهامة ، وكذلك أعمال المجلس . 

 الى سقطرى 
في صباح يوم الأحد الموافق 12 / 3 / 2017م  وصل السلطان / عبدالله بن عيسى بن على آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، إلى محافظة سقطرى في زيارة أخوية وتفقدية للمحافظة وأبنائها ، وكذا المتابعة والإشراف على سير العمل في هيئات المجلس العام بمحافظة سقطرى بغية تطوير نشاطها وأدائها التنظيمي والسياسي والاجتماعي للرفع من فعاليتها المشكورة خلال المرحلة الماضية.

 وقد كان في استقباله بمطار المحافظة حشد كبير من القادة والمسؤولين المدنيين والعسكريين، والشيوخ والأعيان ، والشخصيات الاجتماعية والشبابية، ورؤساء المنظمات المدنية والتنظيمات السياسية، يتقدمهم وزير الثروة السمكية معالي الأستاذ/ فهد كفاين ، ووكيل محافظة سقطرى وقادة وأعضاء المجلس العام ، وقد عكس هذا الاستقبال المهيب مدى المكانة العالية والمنزلة الرفيعة التي يحظى بها السلطان في أوساط المجتمع السقطري .

التأكيد بالتمسك بمطلب أبناء المهرة وسقطرى 
في صباح يوم الأربعاء الموافق 15 / 3 / 2017م  ترأس السلطان / عبدالله بن عيسى بن على ال عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى في مدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى لقاء موسعا لشيوخ وأعيان المحافظة، حيث توافد لحضور هذا اللقاء شيوخ وأعيان المحافظة من كل مديرياتها وقراها من الجبال والأرياف والسهول .
وفي مستهل اللقاء رحب رئيس المجلس العام السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار بجميع الحاضرين شاكرا لهم تجاوبهم وتفاعلهم الدائم مع دعوة المجلس العام وفعالياته الوطنية التي يقيمها، معبرا عن تثمينه لدورهم الرائد في الإصطفاف الوطني خلف قضايا المحافظة ومصالحها العامة، والحفاظ على وحدة الصف وترابط النسيج الإجتماعي خلال كل المراحل والمنعطفات، حتى صارت سقطرى أنموذجا يحتذى به ويضرب به المثل في المحبة والتعائش والسلم الإجتماعي، بفضل الله أولا ثم بفضل التعاون المشترك بين جميع أبناء المحافظة السلطة المحلية والمكونات السياسية، والشرائح الإجتماعية والشيوخ والأعيان والشباب المرأة وكل أفراد المجتمع السقطري .

وقد تداول الحاضرون العديد من القضايا والمستجدات على صعيد محافظة سقطرى من جهة ومن جهة أخرى مايتعلق منها بالمشروع الوطني والخيار الشعبي المشترك الذي أجمع عليه أبناء محافظتي المهرة وسقطرى المتمثل في إقامة إقليم المهرة وسقطرى المستقل على حدود العام 19 67م.

وكان خلاصة ما خرج به اللقاء هو التوقيع على وثيقة شرف تتضمن التالي :
1- التمسك بمطلب وخيار أبناء محافظتي المهرة وسقطرى المتمثل في إقامة إقليم المهرة وسقطرى المستقل على حدود العام 19 67م كمطلب شعبي وحقوقي مشروع أتى من واقع الظلم والإقصاء والتهميش والوصاية، مسنودا بخصوصية التاريخ والجغرافيا والنسيج الإجتماعي الواحد والعادات والتقاليد واللغة المستقلة لأبناء المحافظتين.
2- التأكيد على وحدة الصف وترابط النسيج الإجتماعي والحفاظ على ذلك من كل ما قد يسبب في الإضرار أو المساس به.
3- الوقوف بحزم ضد التلاعب والتصرف في بيع الأراضي والمواقع الطبيعة في أرخبيل سقطرى، بغير حسيب ولا رقيب ولا قوانين، والحفاظ على سقطرى جوهرة مكنونة جيلا بعد جيل يجد فيها السقطريون حريتهم وكرامتهم، كما حافظ عليها أجدادهم وأسلافهم .

اللقاء مع السلطة المحلية بمحافظة سقطرى 
في يوم الأحد الموافق 19 / 3 / 2017م  في إطار برنامج رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى  السلطان/ عبدالله بن عيسى آل عفرار عقد في مدينة حديبو لقاء جمع رئيس المجلس العام السلطان / عبدالله ال عفرار وقيادة السلطة المحلية ومدراء عموم المكاتب المحلية بمحافظة سقطرى لمناقشة أوضاع المحافظة وما يتعلق بوحدة الصف و اجتماع الكلمة وترابط اللحمة الوطنية .

حضر اللقاء وكيل المحافظة الأستاذ/ رمزي أحمد محروس ، ومدير عام مديرية حديبو الأستاذ/ سالم داهق ،  وفي مستهل اللقاء رحبت السلطة ومدراء المكاتب التنفيذية بالسلطان/ عبدالله بن عيسى آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى وتبادلوا معه العديد من الآراء والأفكار والقضايا المتعلقة بشئون المحافظة وخرج اللقاء بالإجماع على التأكيد على التمسك بالرؤية السياسية لأبناء المحافظتين، وتأييد التوقيع على وثيقة شرف تخدم مصلحة محافظة أرخبيل سقطرى وأبنائها.

 ومن جانبه فقد أبدى السلطان آل عفرار استعداده على بذل جهوده للتنسيق مع الجهات المعنية في الداخل والخارج لما فيه مصلحة المحافظة وأبنائها وقد أتت زيارة السلطان آل عفرار لمحافظة أرخبيل سقطرى في ظل أوضاع سياسية معقدة على المستوى المحلي والخارجي تستوجب من  أبناء محافظة سقطرى المزيد من الوحدة والتضامن وهذا ما أكد عليه المجتمعون وقد حظيت زيارة رئيس المجلس العام بالترحيب والارتياح الكبير على الصعيد الشعبي والرسمي على امتداد محافظة سقطرى.

اشهار جمعية سقطرى لدعم وتأهيل الطالب الجامعي 
برعاية كلأ من محافظ سقطرى و السلطان  عبدالله بن عيسى بن عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى تم اشهار جمعية سقطرى   لدعم وتأهيل الطالب الجامعي  .
صباح يوم الخميس الموافق 23 / 3/ 2017 م في اجتماع ضم العديد من المسؤولين  في السلطة المحلية ورؤساء الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبأشراف مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة وخلال اللقاء القى السلطان عبدالله بن عيسى بن عفرار كلمة اكد فيها على اهمية اشهار جمعية دعم وتأهيل الطالب الجامعي لما تسهم به من مخرجات علمية مهمة تحتاج اليها المحافظة في عملية البناء والتطور على مختلف الصعيد التنموي كما اعلن في كلمته دعمه لصندوق الجمعية كأول متبرع بمبلغ وقدره 2000000 اثنين مليون ريال يمني ودعى رجال المال والاعمال للاسهام والتبرع لصالح الجمعية وبما يضمن استمرارية عمل الجمعية وتأدية دورها على النحو المطلوب .

كما القى الاخ وكيل اول محافظة ارخبيل سقطرى الاستاذ رمزي محروس كلمة حيى فيها الحاضرين داعيا بدوره كل مقتدر للتبرع للجمعية مؤكدا هو الاخر على اهمية اشهار الجمعية وان اتى متأخرا خير من لا يأتي  شاكرا الشيخ عبدالله بن عفرار على دعمه السخي للجمعية واهتمامه بطالب العلم ادراكا منه بأهمية العلم في عملية البناء والتنمية في المحافظة كما دعى الى استمرارية التقييم الدوري لأعمال الجمعية وبما يضمن التأكد من تأدية دورها المناط بالشكل المرجو منها . 


وثيقة شرف بعدم بيع أراضي سقطرى 
عقد في ديوان محافظة سقطرى لقاء جمع السلطة المحلية في المحافظة والسلطان  / عبدالله بن عيسى بن عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى ورؤساء الاحزاب السياسية ومدراء عموم المكاتب التنفيذية ذات العلاقة اليوم الخميس الموافق  تاريخ 23/ 3/2017 وخرج المجتمعون بتوقيع وثيقة شرف والتي سبق ان وقعها المشايخ والوجهاء في اللقاء السابق المنعقد بتاريخ 15/ 3/2017والتي تتضمن منع بيع اراضي سقطرى بطريقة غير مشروعة والمضرة بمستقبل اجيالنا و توجيه نداء بهذا الصدد للقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي والتأكيد على وحدة الصف والكلمة وكذا الشكر والعرفان لدول مجلس التعاون الخليجي التي قدمت يد العون والمساعدة لمحافظتنا . 


السلطان يغادر الى دولة الامارات العربية المتحدة
 بحفظ الله ورعايته غادر السلطان عبدالله بن عفرار سقطرى ، واتجه الى دولة الامارات العربية المتحدة بعد زياره الى ارخبيل سقطرى هذه الزيارة تكللت بالنجاح وقد التقى السلطان خلال زيارته بالسلطة المحلية والاحزاب والمشايخ والاعيان والشخصيات الاجتماعية والمنظمات جميعها تؤيد الخيار الشعبي لابنا محافظتي المهرة وسقطرى وتدعو الى وحدة الصف والكلمة. 
وقد كان في وداعه بمطار سقطرى الدولي جمعا غفيرا من المواطنين واعظا الامانة العامة والهيئة التنفيذية والمشايخ من حديبو وقلنسيه وقد افاد السلطان عبدالله في تصريح له بانه على موعد في العودة الى ارخبيل سقطرى خلال الايام المقبلة . 







تقرير : ظاهرة إطلاق الأعير النارية في الأعراس في المهرة بين الرفض والتهاون



ظاهرة إطلاق الأعير النارية في الأعراس بمحافظة المهرة
 بين الرفض والتهاون من قبل الجميع
التقرير / عمر علمي نيمر 

لم تكن بلاد المهرة تعرف ظاهرة اطلاق النار في الأعراس ، كون الفرح لم يرتبط بتلك المظاهر الدخيلة على المجتمع ، وانما كانت " الاعراس " في المهرة تتم بيسر وسهولة ، دون ضجيج وأعير نارية ، ومظاهر زائفة ، الا أنه في السنوات الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة  بشكل عجيب ، حتى بات العرس لا يخلو من اطلاق النار بطريقة هستيرية ، مع أن الجميع يدركون فداحة وخطورة الأمر ، الا أن الأمر بات معززا ومزعجا . 

يقول الشاعر / سالم بلحاف " أبو جابر " : 
اوقفوه طلق الرصاص في المدائن والزحام
اجعلوه الفرح تدوم تقتل الفرحة رصاص
للفرح تعبير  اخر  بتهاني والسلام 
في فرح ان كان عام او فرح ان كان  خاص
الشجاعة قط ماهي طقطقه وفضي الحزام
 اسلوه سيف المهلهل والوليد وابن عاص
كم ضحيه من رصاصتكم هو في انسجام
 انخطف روحه برميه  راجعه ماهي قناص
لا تظنوه برصاصه  تكسبوه  فخر الانام
وتقبله ماهي معدل مركبه من فوق شاص

هذه الظاهرة نتج منها إصابات خطيرة من خلال " الرصاص " الراجع ، والذي حدث أكثر من مديرية من مديريات المحافظة ، ومع تعالى الأصوات لوقف هذا الكابوس القاتل كانت السلطة المحلية في المحافظة تغض الطرف لهذا الأمر ، وباستحياء نرى بين الحين والأخر تصريحات تشدد وتندد دون أن يكون هناك تطبيق فعلي على أرض الواقع .

في هذا السياق قال الشيخ سالم عبدالله المقدم  : " ظاهرة اطلاق النار في الزواجات والمناسبات العائلية والاسرية خطيرة جدا  وهي ظاهرة غير حضارية ادت الى الفوضى  والى ازعاج السكينة العامة ، وقد افضت الى قتلى وجرحى ، وحولت الافراح الى مأتم وحزن وبكاء على فقدان الاحبة والاصدقاء والاخوة ، وكان نتيجة الانفلات الامني في المحافظة ، وعدم حرص واهتمام السلطة والامن بذلك ، لهذا ندعوا ونهيب ونطلب ونرجو من ابناء المحافظة الى محاربة هذه الظاهرة والالتزام بعدم اطلاق النار في اي مناسبة كانت " . 

بدوره أكد الدكتور صادق النهاري أن  : " ظاهرة اطلاق النار في الاعراس زادت ، بسبب الانفلات الأمني بشكل عام في طول البلاد وعرضها ، وان هذه الظاهرة تسببت القتل والاصابات من خلال الرصاص الراجع ، وان على السلطة والامن أن يكونوا جادين ويتخذوا اجراءات صارمه منها سحب السلاح من يخالف الدعوات بإطلاق النار بعد الجلوس وابلاغ الجميع في الخطب والاجتماعات ورسائل نصيه ، ارجوا من الشيوخ والوجاهات اخذ الموضوع بجد والتعاون مع السلطة لإيقاف هذه العادة والسلوك الخطير والمزعج  " . 

وذكر الأستاذ فايز علي سهيل  قائلا : " أن هذه ظاهره خطيره أولا على حياة الناس وثانيا إزعاج وإرهاب للأطفال والنساء ، ويمكن محاربتها بعده طرق منها يصدر الشيوخ إعلان ويلزموا أولادهم بالامتناع وأيضا يعلن صاحب العرس أن أي أصابه في الزواج تعتبر قتل عمد يمكن في هذه الحالة يمتنع كثير من الناس ، بالإضافة إلى تدخل الدولة ومحاسبة كل من يطلق النار .

رسالتي أن هذه الظاهرة أسلوب غير حضاري ويجب محاربتها بكل الوسائل المتاحة وعدم التهاون في المخالفين للذوق العام. ..تحياتي لك شكرا على الاستشارة " . 

في حين فند وفصل الأستاذ سعيد محمد عفري الجدحي هذه الظاهرة قائلا : " انتشار ظاهرة اطلاق النار في الأعراس في السنوات الأخيرة بمحافظة المهرة ، وهذه الظاهرة لها مخاطر جمه منها قتل الانفس البريئة وترويع الآمنين ، ويمكن محاربتها بواسطة تفعيل القوانين الرادعة وتنفيذها بقوة القانون من الجانب الامني ايضا يسبق ذلك نشر التوعية العامة لجميع المواطنين من خلال الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب وكذا توجيه واشراك المجتمع المدني عبر الشيوخ وعقال الحارات واخذ منهم الكشوفات كل في حارته والتواصل المستمر معهم حول اي اختراقات او معاقبة المرتكب الفعل بالسجن والغرامة المالية.

حقيقة السلطة المحلية تأخرت في تفعيل القوانين اللازمة لهذه الظاهرة يعد اهمالا وتقاعسا عن اداء مهامها  ويتحملون المسئولية الكاملة عن تبعات ونتائج هذه الظاهرة وسبب التأخير من قبل السلطة هو عدم الشعور بمخاطر هذه الظاهرة او انها لا تستطيع القيام بأي عمل خوفا من اي اصطدامات على ارض الواقع وهذا خطاء جسيم . 

رسالتي للسلطة ان تراعي حقوق المواطن وتحافظ على امنه وسكينته وعدم التهاون باتخاذ الاجراءات والعقوبات الرادعة ضد كل من يخل بالأمن والسكينة بإطلاق النار في الاعراس او المناسبات او باي مكان في اي وقت ..كما انه على الشيوخ وعقال الحارات عليهم ايضا الاستشعار بالمسئولية ومساندة ومساعدة الامن بالإبلاغ والترصد والكشف عن كل عابث ومستهزئ بأمن البشر  وعلى المواطنين كآفة المساعدة والوقوف الى جانب السلطات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة . 

ومن جهته يرى الأستاذ سعيد سالم بن عليوان أن : " هذه الظاهرة هي السبب في تخريب المناسبات السعيدة وتحويلها الى احزان ، والتسبب بالقتل والاصابات الخطيرة وحتى الاعاقات ، بالإضافة الى اخافة المواطنين وترويع الامنين كان سماع ، ويمكن محاربة الظاهر بتطبيق القانون على الكل ودون تمييز ونشر الوعي للحد من هذه الظاهرة فهناك بعض المناطق التزم فيها ابنائها بعدم اطلاق النار بسبب فرض امر المنع من شيوخ هذه القبائل . 

السلطة رغم انها أكدت بمعاقبة كل مسيء الا أنها لم تبدأ بتطبيق ذلك الى الان ، واكثر ما تحتاج اليها السلطة هو تفعيل القوانين واظهار قوتها والعدل في التطبيق وعدم التمييز وان تبدأ بمن فيها أولا . 

ان اطلاق النار هو خطر على كل مواطن وهذه الرصاصات الطائشة تستدف كل روح تعيش في المهرة او تمر بها وهي لا تنتقي احد  ، فالواجب اولا واجب السلطة في تطبيق القانون وثانيا واجب الشيوخ والاعيان في الزام من هم من رعيتهم ومن هم في مناطقهم بعدم حمل السلاح واطلاق النار وثالثا دور الخطباء ورجال الدين بتوضيح الخطر والضرر والحكم الشرعي لمثل هذه التصرفات " . 

الجدير بالذكر أنه في يوم الاثنين الموافق 6 / 2 / 2017م دشن محافظ محافظة المهرة الشيخ محمد عبدالله كده في قاعة الاجتماعات بديوان المحافظة تنفيذ قرار اللجنة الأمنية بشأن منع ظاهرة أطلاق الرصاص في الأعراس والمناسبات المختلفة ، بحضور الأمين العام للمجلس المحلي الأستاذ سالم نيمر ، والوكيل أول الأستاذ مختار بن عويض ، ووكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس سالم محمد العبودي .



تقرير : عادات وتقاليد الزواج في المهرة



عادات وتقاليد الزواج في المهرة 
صحيفة 26 سبتمبر 



لاي مجتمع من المجتمعات عادته وتقاليده المختلفة في مختلف مناحي الحياة ومنها الزواج، الا ان المجتمع المهري في هذا المجال له عاداته وتقاليده بل وطقوسه الخاصة وخصوصا عند العروس المهرية وحفلات النساء في الزواج الذي كان لزاما ان نبرز مثل هذه العادات والتقاليد التي تختلف في جوانب كثيرة عن بقية مناطق اليمن الاخرى والعمل على التعريف بذلك الموروث الشعبي من خلال لقائنا بالناشطة الاجتماعية هند سالم عرفه.. مديرة تنمية المرأة بمؤسسة ايادي بيضاء التي اكدت ان المرأة المهرية لا زالت تحافظ على عادات وتقاليد وطقوس الزواج حسب ما هو متوارث، رغم الحداثة وغزو الكثير من العادات والتقاليد الدخيلة الا ان للعرس المهري كما تقول لايزال له طابعه ونكهته الخاصة في المجتمع المهري .

والتي اوضحت انه وفي بداية الامر يبدأ الشاب بالتاكيد على اختيار شريكة الحياة التي يريدها وقد يكون مبني على الحب اوالاعجاب بالفتاة، ليتقدم لخطبتها او قد يتم اختيارها له،واذا وافق يذهب لخطبتها بشكل رسمي وقد تكون من الاسرة نفسها اي من بنات الاقارب كالاعمام والاخوال او من بنات عماته وما شابه ذلك اومن خارج الاسرة.

التخفيف من المهر
واشارت ان هناك العديد من الخطوات التي لابد ان يتبعها الشاب بعد خطبة الفتاه والذي لابد ان تكون هناك فرصة من الوقت لابلاغ الشاب بالموافقة او الرفض،ففي حالة الموافقة يتم رجوع الشاب الى اهل خطيبته للاتفاق على المهر وتحديد موعد العرس،الذي يعد العرس في المجتمع المهري مكلفاً وباهظاً جدا يصل الى مائة الف ريال سعودي او اكثر، وعند البعض يكون اقل من ذلك، ويختلف من اسرة الى اخرى والبعض يشترط او يأخذ سياره فوق الذهب وتكاليف العرس وايضا يبني لها غرفه في بيت اهلها، وهذا تسمي ليله السداد ومثلت بالمهري وفيها يتحمل العريس تكاليف العشاء ويذبح ويشتري ايضاً الفواكه والتي هي عبارة عن الاناناس والعنبرود والحلوى والشراب لهذه الليله وبعد مايقوم والد العروسه بتحديد المهر يبدأ اهل العريس مثلاً بشيخ القبيلة وعمه او احد اقاربه بطلب التخفيف من المهر ومن ثم يقوم والد العروسة بتخفيف مبلغ معين اكراما لهم.


تحديد موعد العرس
وتوضح انه وبعد الموافقة والتخفيف من مهر العروسه،تأتي مرحلة ما تسمى «يعصبون الضيفه» اي تحديد وقت العرس على حسب استعداد العريس فاذا كان عنده فلوس وجاهز يتم تحديد العرس بعد شهر او في اي وقت مناسب لكلاهما، وفي اليوم الثاني بعد السداد يشتري المعرس روشن كامل للبيت ويسمى «مهجريت» اومهجره باللغه العاميه وايضا تذهب ام العروسه مع العريس لشراء احتياجات العروسه واحتياجات النساء اللاتي يرقصن في العرس ايضاء كالطلاء الذي هو عبارة عن ماده لتفتيح البشره لكي يصبحن منورات في العرس واكثر اشراقا وبهاء وجمالا وبعدها تذهب ام العروسه وتأخذ من هذا الطلاء لمن تريدها ان ترقص وتشاركها فرحة ابنتها سواء من الاهل او الجيران او من اصدقائهن.

مواد واكل من الطبيعة
ويتكون الطلاء الذي هو عبارة عن مجموعة من المواد الطبيعية كالنيل والزعفران والكركم والمر والصبر والمحلب والقليفوت والعلك والورس ويستخدم لطلاء كافة الجسم وتلبس ايصاً ثوب اسمه «مدة» والقماش هذا يجي كل نيل ويتم خياطته لتلبسه من فترة تم فيها تحديد الزواج وايضاً يخيط منها قناوين لليدين مثل قفزات اليدين وتلبس دلاغات للاقدام بما يسمى بالجوارب فكل ماتستخدمه من المواد الطبيعيه ويمنع عليها الصابون وتجلس داخل الغرفه وما تخرج منها ابداً ولا ترى وجهها في المرايا مع ضرورة ان يكون اكلها طبيعيا من فاكهه الاناناس والعنبرود والحلوى وتشرب الحليب والعصير مع الاكل المعتاد للبيت.. وقبل موعد العرس بكم يوم تقوم بتنظيف هذا كله عبر البخار او غيره تلاحظ بعد ذلك طراوة الجسم وتفتيحه، وقبل موعد العرس بيومين تاتي البنات والنسوه ممن يرقصن وترغب ان تضع الحناء تذهب الى منزل العروسه للحناء لان المحنيه تكون موجوده في بيت العروسه ويكون فيها وجبه غداء وهي طبعاً من العريس بما يسمي هذا اليوم يوم الحناء، بدون طبل اوغناء.

رقصات البدينة والرستين
واشادت انه وبكل فخر لازالت النساء في محافظه المهرة محافظات على عادات وتقاليد الزواج الى يومنا هذا ومنها «رقصة البدينه» وهي عبارة عن دق الرجل دقة واحدة على الأرض وهي لابسة حجلاً في رجلها «خلاخل» وعلى صوت الطبل والغناء وايضاً الرقصة الثانية تسمى «الرستين» هي صوت الرجيش وعبارة عن دق الرجل دقتين على الارض وعلى صوت الطبل والغناء ايضاً، وفي الماضي كان رقصه «الدان دان» ويكون هذا صفان من الرجال يغنون الدان دان والنساء تنفشن يشعر روسهن ولكن الان في الوقت الراهن لم يعد احد يهتم بهذه الرقصه بحكم فيها اختلاط بالرجال.

احتجاب العروس
منوها ان العروس لاتمارس أيّة رقصات او ما شابه ذلك مع النساء،بسبب ان العروس تكون داخل الغرفه وما يراها احد لانها في مكان يسمى «المحجبة»التي عبارة عن شرشف يكون في ركن او زاوية من زوايا الغرفه يربط من طرف للطرف الثاني على شكل خيمه وتكون العروسة داخل هذه الخيمه التي تسمي المحجبه، وفي صباح اليوم التالي للعرس قطيع القصة وفيها اذا كانت العروسة بنت يدخل والدها للغرفه وللمكان الذي فيه المحجبه ويقص لها قليل من طرف خصلة الشعر الاماميه وبعد القص «تفقعن» النساء اي يقرعن الطبول ويمارسن الغناء ويحجرن ويزغردن ويرقصن ويسمى هذ اللعب فوق المحجبه أي الرقص فوق المحجبه، ويقوم احد اقاربها باطلاق الاعيره الناريه ومن ثم يخرجن الى حوش العرس وتقرع الطبول حتى يحين موعد تناول الغذاء ظهراً، ومن بعد صلاة العصر يعاودن قرع الطبول والرقص حتى ياتي «خواذ العروسة» اي تطلع عليهن العروسة قبل غروب الشمس لكى تكون مقابل الشمس من اجل ان يظهر نورها وجمالها الطبيعي بعيداً عن استخدام المساحيق والمستحضرات التجميلية ويزين وجهها الحاموره الذي هو الروج والكحل على العيون ورسم الحواجب فقط ويكون برفقتها والدها وكل اقاربها، وتكون على وجهها شيله تغطيها حتى توقف في المكان بتتخوذ فيها مقابل الشمس ويقوم والدها بإخراج الشيلة المغطية وجهها لكى تراها كل الحاضرات ويقوم واحد من مرافقيها باطلاق الاعيرة الناريه فوق العروس.

ثوب البركالية
وعن ملابس الزفاف التي ترتديها العروس تؤكد هند ان لبس العروس هو اللبس التقليدي من التراث المهري ويسمي بثوب «البركالية» مع الوقر وهو عبارة عن كمة النجوم فوق الرأس وستة سلوس طوال من وراء وفوق الكمة واثنان قصار فوق العصوبة من الامام التي هي تجى فوق الجبين ومن الامام الشمروخ وخمسة حروز ويجي فوق الصدر البريم وفي الحلق مهور وخيوش بعدد يفوق ثلاثة اواكثر وفي الاذن درق وفي اليدين حبوس ومطل ومناجير وفي القدمين رسس ومقفلات ومراتي وهذا هو الوقر الكامل للعروس وبطلوع العروس للنساء تتخوذ وينتهي مراسيم الزواج.

الفراضة والدحقة
الا انه وكما تقول يبقى بعد ذلك بعض المراسيم الاخرى وتسمى الفراضه هذا اذا اتفق الجميع عليها والفراضة نوعان النوع الاول تسمي الدحقه وهي عباره عن خروج العروس في منتصف الليل وهذه طبعا بعد ماتتخوذ العروسه وتطلع على النساء في نفس الليلة ولكن في وقت متأخر من الليل تخرج العروس برفقه اهلها ومن اراد الذهاب معهم لبيت العريس بالطبل والغناء حتى توصل لبيت العريس وهناك يكون استقبال مهيب جدا من اهل العريس وإطلاق الاعيرة الناريه عبارة عن ترحيب بوصول وقدوم العروسه واهلها،حينها يقول العريس ياحي وسهلا بفلانه بنت فلان ويسميها باسمها والمبيتين والمبيتات ياحي بكم ياحي ياحي بكم وعلى اثر ذلك يقوم بذبح رأس غنم ثم تدخل العروسه ومن معاها ويتم ايضا اطلاق الاعيرة الناريه وكذا الزغاريد والاهازيج الفرائحية وبعدها تعود العروسة الى بيت اهلها، وقد يستغرب الكثير من ذلك في المناطق الاخرى،باعتبار الدحقة شيئاً مهماً بالنسبة للمرأة ولاهلها لكي تستطيع العروس الذهاب في اي وقت لاهل العريس لانه اذا مادحقت لاتستطيع الذهاب اليهم.اما الفراضة فهي قد تكون بنفس مراسيم الفراضة الاولى ولكن تختلف عنها بأن العروس تسكن في بيت العريس.

زوامل الهبوت للرجال
لافتة في سياق حديثها الى بعض المظاهر الخاصة بالعريس ولحضور الضيوف من الرجال والذين يمارسون في ليلة العرس الزاومل وتسمي «هبوت» ويكون فيها عدد من الشعراء يتبادلون الشعر وبالردود، اضافة الى السهرات الفنية التي يحيها عدد من الفنانين ويختارو احد الفنانين من ابناء المهرة المشهورين امثال عسكري حجيران وتوفيق نهيان او محمد مشعجل.. طبعاً الرقصة تكون بعد صلاة العصر ايضا يغني واحد من هولا ء الفنانين ويكون عند الرجال من يدير لهم اي يوزع لهم الحلوى والاناناس والقهوة والشراب من العصيرات بعيدا عن تناول القات الا فيما ظهر مؤخرا عند البعض.

عادات دخلية
وعددت الناشطة الاجتماعية هند ابرز العادات الدخيلة التى طرأت على الزواج في المجتمع المهري مع تمسكها بتأكيدها انه لا يزال المجتمع المهري متمسكاً بعاداته وتقاليده الاصيلة ومن تلك العادات الدخيلة التي طرأت على المجتمع وخصوصاً في عادات وتقاليد الزواج هي استبدال الاغاني الخاصة بالاعراس المهرية بوجود المسجل والاغاني الحديثة مثل الرقص العماني والخليجي وغيره .

ولكن في جوانب كثيرة لا يزال العرس المهري محافظاً الى حد كبير على طابعة المهري لم تتغير مازالت موجودة ولم ولن تنتهي ابدا لان ذلك يمثل الاصل والعنوان الحقيقي للموروث المهري الذي تفتخر به محافظة المهرة، مع العلم بعض النساء اللي بترقص مثلاً وتأخرت وجاءت وقد توقف الطبل وبدأ صوت المسجل والرقصات الدخيلة فاحتراماً لهذه الحرمة واحتراماً للعادات يتوقف المسجل ويرجع صوت الطبل مع المغنية لازم ترقص رقصة البدينة والرستين وبعد ماتتوقف يفتح المسجل مرة اخرى فالكل مازال محافظاً على الموروث الشعبي الاصيل.

مباهاة واستعراض
تعتبر المباهاة في الزواج شيئاً اساسياً ومهماً في الاعراس تعبيراً عن الفرحة،حتى ان والدة العروس تتباهى بذهب ابنتها الذى اعطاه العريس لزوجته امام الحضور من النساء، وفي تلك الاثناء يتوقف الطبل لمدة خمس دقائق تستعرض فيه ام العروس ذهب ابنتها بأشكاله وانواعه المختلفة ولكن هذه العادة بدأت تختفي تدريجياً.

كلمتها هي الفيصل
وتابعت حديثها بأن المرأة المهرية استطاعت ان تكون شخصيتها المستقلة والقوية في الا‌سرة والمجتمع، بعيداً عن المبالغة في ذلك فإن للمرأة في المهرة لها عادات وتقاليد تنفرد بها عن بقية النساء في المحافظات،حيث هي من تسير شؤون الا‌سرة وكلمتها هي الفيصل في مختلف جوانب الحياة،وحظيت بمكانة عاليه في المجتمع المهري الذي يجلها ويحترمها بشكل قد لا‌ يتصوره احد من خارج المجتمع المهري حيث وان المهر للمرأة البكر والمطلقة هو نفسه تماماً لم يكن هناك فرق ابداً، كذلك ان المرأة ومنذ صغرها تتربي على الشجاعة واتخاذ القرار،، فهي تقوم بمكان الرجل في حالة غيابه في البيت اذ تكرم الضيف وتقدم العزائم وواجب الضيافة على اكمل وجه وعلى الرغم من التطور الذي طرأ في الوقت الحالي وبما يعرف الموضة بما وصلت اليه المرأة المهرية مواكبة لذلك الا‌ انها لم تتخل عن الكثير من العادات والتقاليد الا‌صيلة،لتظل محافظة على تراثها التقليدي دون ان يكون للعصر الحديث تدخلا‌ت الا‌ في الكماليات من الزينة.

خصوصية فريدة
منوهة الى ان الموروث الشعبي والى حد كبير لم يتغير فلا‌ يزال يقاوم عوامل التحضر بمختلف مسمياته، ولم يدخل عليه اي طارئ من استحداث قد يغير مضمونه ونوعه وشكله واستخدامه، الا‌حينما اصبحت الحاجة الية ملحة في جوانب معينة في بعض التحسينات والتحديثات في بعض الموروث دون ان يفقده قيمته التاريخية او منظره الجمالي من التراث بما يحفظ ويضمن له الديمومة والا‌ستمرار حتي لا‌ يتغير نوعه او شكله ومضمونه، فعلى سبيل المثال من الموروث الشعبي القديم المتعلق بالمناسبات وخصوصاً الزواج .

فالمجتمع المهري غني ومتنوع الا‌لوان حسب الا‌وقات الزمنية الصباحية والمسائية منها الرقصات الشعبية للرجال وكذلك النساء التي اصبحت بعض الرقصات متطورة ومتنوعة وهناك انماط وانواع تدخلت في تنوع من الآ‌لة الحديثة والا‌نغام المتجددة مسايرة للوضع وللعصر والتكنولوجيا التي نعيش فيها ولكن لم نعمل على تغيير الموروث ومنها بعض الا‌لوان الشعبية مثل الزوامل «الهبوت» والدان دان، وهذا اللون من الموروث المهم ، الذي هو منذ الصباح يتقابل فيه عدد من الشعراء باللغتين المهرية والعربية يتبادلون الشعر وبردود شعرية بأبيات منظومة رداً على الا‌خر، وبقضايا من حياتنا اليومية في مختلف المناسبات المجتمعية، كما ان للموروث الشعبي المهري صفة وميزة خاصة ودلا‌لا‌ت متعددة لا‌ يفهمها الا‌ المجتمع نفسة بشكل عام وهي خصوصية فريدة تتعلق بالتراث المهري وهو موروث بسيط بحد ذاته ولكنه عميق ومتأصل وضارب في جذور التاريخ النابع من الحضارة والتاريخ المهري المستقل والخاص عن باقي الموروثات في الجزيزة العربية والذي لم يتأثر بأيّة استحداثات نظراً لبعد هذا المجتمع الشاسع عن بقية المجتمعات الا‌خرى الذي بمرور الزمن وعبر مختلف الا‌حداث لم يتغير مهما طرأت المتغيرات على مختلف الجوانب المعيشية الا‌خرى.

تماسك وترابط المجتمع
وأرجعت ذلك التميز والمحافظة على الموروث الى ان المجتمع المهري لم يتكيف مع أيّة عادات وتقاليد دخيلة عليه مهما كان متاثراً بالا‌غتراب، والا‌هم من ذلك هو تماسك وترابط المجتمع المهري واحتكامه للشريعة الا‌سلا‌مية وللا‌عراف والتقاليد القبيلية الا‌صيلة التي هي من عملت على توطيد العلا‌قات بين ابناء المجتمع لتجعله اكثر تماسكاً وترابطاً والفة ومحبة تسوده روح الا‌خاء والتعاون باعتبار ان الماضي عنوان لل

حاضر من اجل الا‌نطلا‌ق الى المستقبل الذي يعد بالنسبة لنا جميعاً هو الا‌مل المشرق نحو تحقيق النجاحات المأمول ترسيخها بما يحافظ على عاداتنا وتقاليدنا الا‌صيلة.


الأحد، 3 ديسمبر 2017

تقرير : متحف الغيضة .. وكنوز مهرية تصارع الاندثار





متحف الغيضة .. ما بين الإهمال الشديد 
والمخاض العسير لحفاظ ما تبقى من كنوز تاريخية مهرية لا تقدر بثمن 
التقرير / عمر علمي نيمر 


متحف الغيضة .. التأسيس 
لم يكن في بلاد المهرة قديما متاحف او دور لتوثيق وحفظ المقتنيات وما تركه الأجداد ، ولكن كان التوثيق وحفظ يتم عند الأسر والبيوتات المعروفة ، ناهيك عن وثائق المراسلات بين السلطنات ، والتي كانت يتم حفظها عادة عند اسرة معينة . 

تأسس متحف الغيضة في عام 1987م ، ويتكون المتحف من أربعة أجنحة وهي : 
1- الجناح السياسي والتاريخي لسلطنة المهرة ويتضمن أيضا وثائق خاصة بالاستقلال عام 1967م.
2- جناح التاريخ البحري ، يتضمن آثار ومقتنيات الخاصة بالتراث البحري التاريخي للمحافظة ، فالمهرة اشتهر منهم بحارة وملاحيين خلدوا أعمالهم في أمهات الكتب أمثال سليمان بن أحمد المهري ، البحار والفلكي الذائع الصيت ، والذي لقب بمعلب البحر لغزارة علمه وتمكنه في هذا المجال  ، وغيرهم .
3- الجناح الثالث يحتوي على الموروث الشعبي من العادات والتقاليد .
4- الجناح الرابع يتضمن الآثار والعصر والحجري ورسومات ومخربشات ونقوش جدارية. 

متحف الغيضة .. والتعاون المفقود 
تشتهر المتاحف محليا وعالميا من خلال أنشطتها المتعددة ، وتعاونها مع المتاحف والمراكز الأخرى ، ومتحف الغيضة يكاد ينعدم عنده ذلك الأمر ، فليس هناك تعاون مع المراكز والمتاحف الأخرى ، ولم نسمع طلية العشر السنوات الأخيرة - وربما أكثر - أن المتحف له مجالات تعاون وتنسيق علمي مع المراكز والمتاحف الأخرى في أي مجال أكان نشاط توثيقي او حتى تدريب موظفي المتحف في أفضل الوسائل والطرق لحفظ المقتنيات الأثرية ، وترتيبها وتنسيقها وترميمها والبحث عنها . 

المتحف واهمال السلطة 
قد يتقبل أحدنا أن الدولة في المركز لا تهتم بالمتاحف وبالأثار ، ولكن أن نرى عدم اهتمام متحف الغيضة من قبل السلطة وهم المعنيين بهذا الأمر فهذا الذي لا يتقبله العقل ، هل يعقل أن تهمل تاريخ أمة من قبل أبناءها ، ولماذا الاهتمام على أمور ثانوية وترك الهوية والتاريخ في مهب الريح . 

للأسف لا نرى تكاتف الجميع من السلطة والشيوخ والاعيان والمثقفين في الاهتمام بتاريخ المهرة وبأثارها من خلال حفظ المقتنيات ، ورصد الاثار وتدريب الباحثين والمهتمين والعاملين في مجال المتاحف والتوثيق ، ناهيك عن الكتابة والتدوين عن ما في اليد ، وطباعة الكتب ، ومشاركة المهرجانات لتسويق الحضارة الضارية في القدم . 


الموروث الشعبي والتوثيق
محافظة المهرة تزدخر بالموروث الشعبي والعادات والتقاليد ، كالألعاب والاهازيج والرقصات الشعبية المتنوعة التي تصور حياة الانسان المهري في حقب تاريخيه مختلفة ، الا أنه لم يتم جمع المقتنيات وكل ما يتعلق بالموروث الشعبي ، ولم يخصص لهذا الأمر أي ميزانية ، فالكثير من البيوتات والمواطنين ما زال بحوزتهم الحلي والملبوسات والاواني ، وكان يجب على السلطة تخصيص ميزانية لشرائها وحفظها وتوثيقها قبل أن تندثر وتعرف الحياة العصرية طريقها في حياة الناس ، فتتبع الموضة والأفكار الدخيلة خطر يهدد كل موروث شعبي ما لم يتم كتابته وتدوينه قبل فوات الأوان . 


الباحثين الأوربيين أكثر اهتماما من المهرة 
عند الحديث عن التاريخ المعاصر لبلاد المهرة يظهر على السطح الاهتمام الكبير من قبل المستشرقين والباحثيين الأوربيين ، كالروس والفرنسيين والبريطانيين والألمان ، واهتمامهم بدأ منذ عام 1987م ، يرسلون البعثات العلمية تلو والأخرى ، مثل البعثة العلمية الفرنسية برئاسة مير كلود سيمون من جامعة السوربون ، كذلك الخدمات العلمية والمعلومات اللغوية والتاريخية والاثرية للباحث الروسي فيتالي ناوماكين عن تاريخ المهرة  وسقطرى ، ولا ننسى الباحث الأمريكي سام ليبهابر في مجال الشعر المهري .

كل ذلك الاهتمام الأوروبي المشرق يقابله جفوة وقسوة وانكار من قبل أبناء هذا التاريخ والحضارة العريقة ، فالمهرة لا يلقون بالا بما حباهم الله ، وانعمه عليهم ، وخصه دون غيرهم من الشعوب ، والأجدر أن نجد اهتمام وحب وعشق لما تركه الأجداد ، فلا فائدة من التغني بها وسرد تاريخ أهمل ولم يجد من ينتشله من الواقع المؤلم . 

كنوز مهملة لا تقدر بثمن 
يتساءل البعض ، ما هي محتويات متحف الغيضة ، لا يعلم الكثيرون من أبناء المهرة مقتنيات المتحف وما يحتويه من كنوز لا تقدر بثمن ، فالمتحف فيه مسكوكات ونقود يمنية قديمة ، ناهيك عن ريالات " ماريا تريزا " وهي عملة نمساوية كان يتعامل بها في سلطنة المهرة ، كما يوجد في المتحف الرسومات والصور الفوتوغرافية القديمة والخاصة بتاريخ المهرة ، ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مهرة بن حيدان ، أيضا في المتحف جوازات سفر للسلطنة المهرية ، واختام وطوابع بريدية ، واواني . 

مواقع أثرية 
نشرت 14 أكتوبر في عام 2006م خبرا يفيد اكتشاف 240 موقعا اثرياً تعود الى العصر الحجري والعصر الاسلامي حيث وجدت تجمعات سكنية قديمة ومقابر في شيرق احد المواقع الاثرية كما اكتشف طريق تجاري قديم لبيع اللبان والبخور يؤدي الى مدينة صنعاء القديمة طريق اخر يؤدي الى الشام كما وجدت بعض النقوش الاثرية والاواني المعدنية التي عليها نقوش تمثل تلك العصور القديمة اضافة الى فنون العمارة اليمنية القديمة التي تعود الى ثلاثة آلاف عام كما وجدت في هذه المواقع المكتبات القديمة التي تحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات القديمة كما اكتشفت البعثة في مطلع هذا العام 2006م آثاراً من عصر الدولة الاسلامية زخرفة العمارة والبناء بالرخام الابيض والاهتمام بالتشكيلات والتكوينات الزخرفية " . 

فمحافظة المهرة غنية بالأثار التاريخية ، والمعالم الأثرية الكبيرة والمنتشرة في جميع مديريات المحافظة ، مثل منطقة " عرقيب " التي عثر عليها مواقع تعود الى العصر البرونزي في مناطق قديفوت ، وكذلك المساجد السبعة التي تعود للقرن الخامس والسابع الهجري ، وكدمة يروب ، ومستوطنة حبروت ، وقصر السلطنة العفرارية ، وحصن خيبل ، وحصن دوحل ، والمجلس القبلي بالغيضة ، وميناء خلفوت التاريخي ، وقلعة البحراني في حصوين ، وحصن بيت جيدح في قشن ، وحصن بيت مسمار ، وحصن الكافر بالمسيلة ، وموقع حيرج بسيحوت  ، ومزار الشيخ الجوهري ، الا ان الإهمال والجمود الثقافي الفظيع يسيطر على هذه الأرض الطيبة ، فالجهات المعنية والسلطة المحلية والمثقفين والباحثين والاكاديميين يضلون في صمت وكأن الأمر لا يعنيهم .  

جهود فردية
لم تخلو المهرة من عشاق للتاريخ والثقافة ، همهم الوحيد الحفاظ على الموروثات الأجداد وتسويق التاريخ والحضارة بأجمل الصور حتى وان لم يتلقوا الدعم من سلطة او حكومة ، منهم الباحث سالم ليحمر القميري الذي عمل دون كلل وملل ، فأسس بيت الموروث الشعبي ، يجمع بين ثناياه تركة عظيمة من مراحل تاريخيه قديمة ، حيث قسم الى اقسام ، جناح خاص بالمعروضات التاريخية ، وجناح للتاريخ البحري ، وهذا الجهد الفردي لم يكن حكرا عليه ، وانما هناك أسماء أخرى اسسوا متاحف صغيرة في بيوتهم ، يجمعون ما تقع على ايهم .

من يحمي المواقع والمعالم الاثرية 
في مقابلة خاصة أجرته صحيفة 26 سبتمبر مع الأخ عبد الحافظ سالم الحوثري مدير عام مكتب الهيئة والاثار والمتاحف في المهرة سابقا قال : من المشاكل والمعضلات التي تواجه نشاط ومهام عملنا , وفي محافظة المهرة يوجد أكثر من 90 موقعاً أثرياً وتاريخياً منتشرة في انحاء مديريات المحافظة لا نستطيع حمايتها بسبب عدم توفر حراس لهذه المواقع فهي تتعرض إلى النبش والتخريب وأيضا عدم وجود عقوبة رادعة تحد من هذه الجرائم التي تتعرض لها الهوية  التاريخية للإنسان اليمني ، و من أبرز هذه المعالم التاريخية قصر السلطنة العفرارية وحصن خيبل والمساجد السبعة بحصوين وهناك معالم ومواقع أثرية تعرضت للاعتداء من قبل أشخاص منها المجلس القبلي بالغيضة وحصن الكافر بالمسيلة وموقع حيرج بسيحوت " أ . هـ . 

لم يكفي هذه المواقع والمعالم الأثرية الإهمال من قبل السلطة ، حتى يجد التخريب طريقه الى تلك الكنوز التي لا تقدر بثمن ، علما أن حمايتها لا تقع على عاتق السلطة فقط وانما كل أبناء المهرة .


  ماذا يجب على إدارة المتحف
وجدت المتاحف في العالم لإبراز وتعريف الحضارات والتواريخ والاثار القديمة ليعرف الزائر عن كيفية عيش ذلك المجتمع ، والهدف من انشاء متحف الغيضة هو التعريف للزائرين عن ما تكتنزه محافظة المهرة من حضارة ، وإبراز تاريخ السلطنات التي تعاقبت عليها ، والموروث الشعبي .
المتاحف يجب أن يكون لها نطام معين في عملية الزيارات ، بحيث يكون لها تواقيت معينة يفتح فيها ويغلق ، ويمكن لإدارة متحف الغيضة أن تخصص أيام تتفق مع المدارس ليقوموا بالزيارة ، وليعرف الجيل الشاب عن تاريخ هذه الأرض ، كذلك إقامة او مشاركة المعارض والمهرجانات لعرض مقتنيات المتحف او أجزاء منها .
أيضا يستحسن من السلطة أن تجعل في المتحف في قائمة زياراتها ، وبشكل متكرر ، مما يجعل الاعلام يسلط الضوء على المتحف ومقتنيات ، ولا ننسى أن نشير أن زيارات الوزراء والسفراء والمسؤولين للمهرة يجب ان يستفاد منها بالطريقة المثلى ، كون المسؤول او الوزير من المحافظات الأخرى اذا زار المتحف فهذا تسويق له ، كما أن الزائر سيأخذ انطباع رائع عن هذه المحافظة وثقافة أهلها . 

للأمانة يجب أن نذكر الجهود الجبارة للإدارة الحالية للمتحف متمثلة بالأستاذ عامر سيلام قمصيت ، الذي لا يألوا جهدا في تطوير المتحف ، وابرازه ، ومتابعة كل ما يتعلق بالأثار .