الأربعاء، 6 ديسمبر 2017
ديسمبر 06, 2017

تقرير : ظاهرة إطلاق الأعير النارية في الأعراس في المهرة بين الرفض والتهاون



ظاهرة إطلاق الأعير النارية في الأعراس بمحافظة المهرة
 بين الرفض والتهاون من قبل الجميع
التقرير / عمر علمي نيمر 

لم تكن بلاد المهرة تعرف ظاهرة اطلاق النار في الأعراس ، كون الفرح لم يرتبط بتلك المظاهر الدخيلة على المجتمع ، وانما كانت " الاعراس " في المهرة تتم بيسر وسهولة ، دون ضجيج وأعير نارية ، ومظاهر زائفة ، الا أنه في السنوات الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة  بشكل عجيب ، حتى بات العرس لا يخلو من اطلاق النار بطريقة هستيرية ، مع أن الجميع يدركون فداحة وخطورة الأمر ، الا أن الأمر بات معززا ومزعجا . 

يقول الشاعر / سالم بلحاف " أبو جابر " : 
اوقفوه طلق الرصاص في المدائن والزحام
اجعلوه الفرح تدوم تقتل الفرحة رصاص
للفرح تعبير  اخر  بتهاني والسلام 
في فرح ان كان عام او فرح ان كان  خاص
الشجاعة قط ماهي طقطقه وفضي الحزام
 اسلوه سيف المهلهل والوليد وابن عاص
كم ضحيه من رصاصتكم هو في انسجام
 انخطف روحه برميه  راجعه ماهي قناص
لا تظنوه برصاصه  تكسبوه  فخر الانام
وتقبله ماهي معدل مركبه من فوق شاص

هذه الظاهرة نتج منها إصابات خطيرة من خلال " الرصاص " الراجع ، والذي حدث أكثر من مديرية من مديريات المحافظة ، ومع تعالى الأصوات لوقف هذا الكابوس القاتل كانت السلطة المحلية في المحافظة تغض الطرف لهذا الأمر ، وباستحياء نرى بين الحين والأخر تصريحات تشدد وتندد دون أن يكون هناك تطبيق فعلي على أرض الواقع .

في هذا السياق قال الشيخ سالم عبدالله المقدم  : " ظاهرة اطلاق النار في الزواجات والمناسبات العائلية والاسرية خطيرة جدا  وهي ظاهرة غير حضارية ادت الى الفوضى  والى ازعاج السكينة العامة ، وقد افضت الى قتلى وجرحى ، وحولت الافراح الى مأتم وحزن وبكاء على فقدان الاحبة والاصدقاء والاخوة ، وكان نتيجة الانفلات الامني في المحافظة ، وعدم حرص واهتمام السلطة والامن بذلك ، لهذا ندعوا ونهيب ونطلب ونرجو من ابناء المحافظة الى محاربة هذه الظاهرة والالتزام بعدم اطلاق النار في اي مناسبة كانت " . 

بدوره أكد الدكتور صادق النهاري أن  : " ظاهرة اطلاق النار في الاعراس زادت ، بسبب الانفلات الأمني بشكل عام في طول البلاد وعرضها ، وان هذه الظاهرة تسببت القتل والاصابات من خلال الرصاص الراجع ، وان على السلطة والامن أن يكونوا جادين ويتخذوا اجراءات صارمه منها سحب السلاح من يخالف الدعوات بإطلاق النار بعد الجلوس وابلاغ الجميع في الخطب والاجتماعات ورسائل نصيه ، ارجوا من الشيوخ والوجاهات اخذ الموضوع بجد والتعاون مع السلطة لإيقاف هذه العادة والسلوك الخطير والمزعج  " . 

وذكر الأستاذ فايز علي سهيل  قائلا : " أن هذه ظاهره خطيره أولا على حياة الناس وثانيا إزعاج وإرهاب للأطفال والنساء ، ويمكن محاربتها بعده طرق منها يصدر الشيوخ إعلان ويلزموا أولادهم بالامتناع وأيضا يعلن صاحب العرس أن أي أصابه في الزواج تعتبر قتل عمد يمكن في هذه الحالة يمتنع كثير من الناس ، بالإضافة إلى تدخل الدولة ومحاسبة كل من يطلق النار .

رسالتي أن هذه الظاهرة أسلوب غير حضاري ويجب محاربتها بكل الوسائل المتاحة وعدم التهاون في المخالفين للذوق العام. ..تحياتي لك شكرا على الاستشارة " . 

في حين فند وفصل الأستاذ سعيد محمد عفري الجدحي هذه الظاهرة قائلا : " انتشار ظاهرة اطلاق النار في الأعراس في السنوات الأخيرة بمحافظة المهرة ، وهذه الظاهرة لها مخاطر جمه منها قتل الانفس البريئة وترويع الآمنين ، ويمكن محاربتها بواسطة تفعيل القوانين الرادعة وتنفيذها بقوة القانون من الجانب الامني ايضا يسبق ذلك نشر التوعية العامة لجميع المواطنين من خلال الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب وكذا توجيه واشراك المجتمع المدني عبر الشيوخ وعقال الحارات واخذ منهم الكشوفات كل في حارته والتواصل المستمر معهم حول اي اختراقات او معاقبة المرتكب الفعل بالسجن والغرامة المالية.

حقيقة السلطة المحلية تأخرت في تفعيل القوانين اللازمة لهذه الظاهرة يعد اهمالا وتقاعسا عن اداء مهامها  ويتحملون المسئولية الكاملة عن تبعات ونتائج هذه الظاهرة وسبب التأخير من قبل السلطة هو عدم الشعور بمخاطر هذه الظاهرة او انها لا تستطيع القيام بأي عمل خوفا من اي اصطدامات على ارض الواقع وهذا خطاء جسيم . 

رسالتي للسلطة ان تراعي حقوق المواطن وتحافظ على امنه وسكينته وعدم التهاون باتخاذ الاجراءات والعقوبات الرادعة ضد كل من يخل بالأمن والسكينة بإطلاق النار في الاعراس او المناسبات او باي مكان في اي وقت ..كما انه على الشيوخ وعقال الحارات عليهم ايضا الاستشعار بالمسئولية ومساندة ومساعدة الامن بالإبلاغ والترصد والكشف عن كل عابث ومستهزئ بأمن البشر  وعلى المواطنين كآفة المساعدة والوقوف الى جانب السلطات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة . 

ومن جهته يرى الأستاذ سعيد سالم بن عليوان أن : " هذه الظاهرة هي السبب في تخريب المناسبات السعيدة وتحويلها الى احزان ، والتسبب بالقتل والاصابات الخطيرة وحتى الاعاقات ، بالإضافة الى اخافة المواطنين وترويع الامنين كان سماع ، ويمكن محاربة الظاهر بتطبيق القانون على الكل ودون تمييز ونشر الوعي للحد من هذه الظاهرة فهناك بعض المناطق التزم فيها ابنائها بعدم اطلاق النار بسبب فرض امر المنع من شيوخ هذه القبائل . 

السلطة رغم انها أكدت بمعاقبة كل مسيء الا أنها لم تبدأ بتطبيق ذلك الى الان ، واكثر ما تحتاج اليها السلطة هو تفعيل القوانين واظهار قوتها والعدل في التطبيق وعدم التمييز وان تبدأ بمن فيها أولا . 

ان اطلاق النار هو خطر على كل مواطن وهذه الرصاصات الطائشة تستدف كل روح تعيش في المهرة او تمر بها وهي لا تنتقي احد  ، فالواجب اولا واجب السلطة في تطبيق القانون وثانيا واجب الشيوخ والاعيان في الزام من هم من رعيتهم ومن هم في مناطقهم بعدم حمل السلاح واطلاق النار وثالثا دور الخطباء ورجال الدين بتوضيح الخطر والضرر والحكم الشرعي لمثل هذه التصرفات " . 

الجدير بالذكر أنه في يوم الاثنين الموافق 6 / 2 / 2017م دشن محافظ محافظة المهرة الشيخ محمد عبدالله كده في قاعة الاجتماعات بديوان المحافظة تنفيذ قرار اللجنة الأمنية بشأن منع ظاهرة أطلاق الرصاص في الأعراس والمناسبات المختلفة ، بحضور الأمين العام للمجلس المحلي الأستاذ سالم نيمر ، والوكيل أول الأستاذ مختار بن عويض ، ووكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس سالم محمد العبودي .



0 التعليقات:

إرسال تعليق