من الألعاب المهرية في المعجم العربي
بقلم /
مسعد سيدون
شيء مذهل أن لعبة قليت لعبة عربية قديمة ففي كتاب الخصائص لابن جني وهو يتحدث
عن تقلبات كلمة قول على حسب نظريته اللغوية تقليب الجذر الثلاثي الى ستة اصول من ضمن مثلا (قول ، قلو ، وقل ، ولق ، لوق ، لقو)
فدلالة الجذر ق و ل للحركة والخفة يقول ابن جني :
" فأقول أن معنى ق و ل اين وجدت
وكيف وقعت من تقدم بعض حروفها على بعض وتأخره عنه إنما هو للخفوف والحركة " ثم
يمضي يشرح تلك الاصول مستشهدا في دلالاتها من كلام العرب في منهج علمي منضبط.
لنصل معه إلى مربط الفرس وهو الاصل الثاني قلو حمار الوحش وذلك لخفته واسراعه
.
قال العحاج ( من رجاز العرب الذين يستشهد بشعرهم ويحتج به) تواضخ التقريب
قلوا مغلجا .
وهكذا يمضي ابن جني في شرح الشواهد إلى أن نصل معه الى قوله:" ومن هذا
الأصل أيضًا قوله :
-
أقب كمقلاء الوليد خميص
فهو مفعال من قلوت بالقلة, ومذكرها القال؛ قال الراجز:
-
وأنا في الضراب قيلان
القلة
فكأن القال مقلوب قلوت وياء القيلان مقلوبة عن واو وهي لام قلوت ومثال الكلمة
فلعان.. اي وزنها الصرفي .
"فمقلاء من قلوت وذلك أن القال -وهو المقلاء- هو العصا التي يضرب بها
القلة وهي الصغيرة، وذلك لاستعمالها في الضرب بها"٠
وفي الجمهرة لابن دريد "وقَلَوْتُ بالكُرة أَو بالخشبة الَّتِي يلْعَب
بهَا الصّبيان فيضربون بهَا أُخْرَى حَتَّى ترْتَفع، وَهُوَ المِقْلاء يَا هَذَا. "ج٢ص٩٧٦
.
ويطلق على هذه اللعبة أسماء متعددة على حسب طريقة لعبها واسلوب أداءها ، فهناك
صك وخيشق وطاب وغيرها بحسب المناطق وهي ترجع إلى أصل القليت بحسب ما ثبت في اصول العربية ، وهذا يدل على أن المجتمع العربي كان مجتمعا واحدا تتعارف في العادات والتقاليد من
ناحية ، كما يدلك على احتفاظ المهرة بسمتهم اللغوي والاجتماعي على امتداد هذه العصور
المتعاقبة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق