الأحد، 3 ديسمبر 2017
ديسمبر 03, 2017

المهرة في النقوش اليمنية القديمة




المهرة في النقوش اليمنية القديمة

 ظهرت المهرة في النقوش اليمنية القديمة كاسم لقبيلة ويأتي في مقدمة تلك النقوش نقشان الأول من العقلة- موقع غرب مدينة شبوة القديمة- وهو النقش الموسوم- « بـ4877«RES»، أما الثاني فهو نقش عبدان الكبير- عُثر عليه في وادي عبدان في محافظة شبوة.

النقش الأول «4877. RES»
يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي، وهو من النقوش التي كانت تسجل في العقلة، وهو الموقع الذي تتم فيه احتفالات تنصيب الملك على العرش وتعيين الوزراء والموظفين الإداريين، وقد ذكر هذا النقش العبارة «ك ب ر/أ م ر ن»، أي كبير المهريين، ولفظة كبير تشير إلى مصطلح إداري معين يحمل صاحبه صلاحيات إدارة وحكم الإقليم الذي يحكمه والذي يكون هو أصلاً منتمياً قبلياً إليه.

النقش الثاني
 يعود إلى عهد التبابعة- أي إلى القرن الرابع الميلادي- وهو نقش عبدان الكبير الذي نشره الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه، ويذكر هذا النقش تقدم بني ذي يزن وهم ملشان وابنه خوليم إلى أرض المهرة للسيطرة عليها وضمها إلى حكمهم وهناك تساؤل مثير يطرح نفسه بالرغم من أن أراضي المهرة كانت تنتج مادة اللبان والبخور الذي كان يباع بأسعار جزيلة إلا أن ذلك لم ينعكس مادياً على سكان المهرة بمعنى أنه لا توجد في المهرة مواقع أثرية ضخمة مثل تلك التي انتشرت في وادي حضرموت مثل ريبون، وبير حمد ولن نتمادى ونقول مثل مدينة شبوة القديمة.


لعل تفسير ذلك يعتبر صعباً ولكن في مناقشة للعالمين الكبيرين الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه، والدكتور كويستيان روبان، للفظة «مهر» توصلا إلى أن اللفظة في اللهجات اليمنية «مهرة» بمعنى حرفه ، وتمهر اشتغل أو تعاطى عملاً، ولعل ما جاء في النقوش إنما يشير إلى الاستخدام وإلى الذين يدخلون في الخدمة، فاللفظة «ت م هـ ر ت هـ و» قد تعني الناس الذين عملوا بأجر، ولفظة «هـ م هـ ر هـ و» تعني استخدمه لقاء أجر أو بعبارة. 

لذلك لم تظهر عليهم ملامح التطور والتحضر وظلوا مستخدمين كأجراء للغير الذين كانوا يسيطرون على تلك الأرض وظل عملهم الرئيسي تربية ورعي الجمال، إلى جانب عملهم في أوقات مواسم جني اللبان.


0 التعليقات:

إرسال تعليق