المهرة ، ونشتاق للبوح أحيانا
ماهر بن ربيع
في مجتمع يسوده الاخاء والمحبة والتراحم والود والترابط الاجتماعي وكل
معاني الحياة النبيلة ، ويتميز بعلاقات اجتماعية وانسانيه جميلة ، وتجمعه الارض
الطيبة واصالة الانسان وعراقة التاريخ .
كتب عن امجاد الأدباء وتغنى بأصالته الشعراء ، كل ذلك يشفع لهذا المجتمع
بأن يكون في طليعة المجتمعات أمنا وأمانا ، وان يتربع على عرش الاصالة والتاريخ ،
رغم كل ذلك الماضي الزاخر بالقصص والروايات والاحاديث التي تفرح القلب وتسعد
الفؤاد بما فيها من ليالي ملاح وسعادة ورغد العيش .
ما نعيشه من حاضر مؤلم فإننا نشتاق للبوح بأشياء هي من صنع الانسان نفسه ،
وهي نتاج تصرفاته وسلوكه وأعماله الخاطئة وأفعاله السلبية ، فحينما يغيب الأمن
يصبح الحبل على الغارب ، ويتخلل النظام ، فيفعل الكل ما يحلوا له سلبيا كان أم ايجابيا
، صحيح ام خاطئ ، خير أم شر ، وينعدم مبدأ العدل والمساواة ، ويصبح القوي يأكل
الضعيف .
فلو ألقينا نظرة على البحر ، فهناك العجب العجاب ، وعلى مرمى ومسمع السلطات
، وبلغة التحدي ، والسلطة تلعب دور " شاهد ما شفش حاجه " .
عندما تسأل المواطن الغلبان ن فانك ستجد هذه الاجابة على لسانه ، " لا
توجد دولة ، ولا يوجد نظام " فضاعت هيبة الدولة ، هذا اذا كانت دولة قويه لما
أصبحنا بهذا المشهد المأساوي .
واذا نزلنا الى اليابسة فإننا سنجد شكسبير يروي قصصه التراجيدية على غرار
الملك هاملت وكبث ، وغيرها من القصص المأساوية ، فالفساد الاداري والمالي والوظيفي
قد بلغ حد اللا المعقول ، ولا زال البعض لم يجد لكلمة " فاسد " معنى في
اللغة العربية ، وماذا تعني بالنسبة له .
فغياب الامن والسلطات عن القيام بواجباتها ظهرت اثار سلبية واضحة على
الحياة اليومية ، فلا نظام ولا تخطيط ولا اهداف مستقبلية ، فتخبط وعشوائية ، فيقتل
الشخص والامن لا يعرف عن القضية شيء ، او بمعنى أصح " يغض الطرف" وكأن
لسان حاله يقول " هذا ليس من اختصاصي " فعندما يختل الامن تأتي أيادي
خفية لزعزعة الاستقرار والروابط المتينة بين أبناء المهرة ، وتزرع وتنفخ نار الحقد
والكراهية والبغض ، وهذا ما يدعى للبوح به خوفا على ذلك المجتمع المتماسك بان يقع
شباك التفرقة والتشرذم والفتنه المفتعلة ويتخلل النظام الاجتماعي الذي عرف به
المجتمع المهري منذ قديم الزمن .
فلسنا بحاجة الى كوراث بشرية وتفرقه وتناحر وعصبية ، وعلينا الرجوع الى
الله ولا نتعصب ولا نغضب ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس الشديد
بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ويجب علينا أن نرجع دائما
الى الشريعة الاسلامية ، ونلتزم بحدود الله لا بما تملي علينا تصرفاتنا ولا نكون
ضحية عواطفنا ، وعلينا دائما ان نغلب لغة العقل والحكمة لا بالتهور والمجازفة ،
فلا نكون ضحية تفكير خاطئ او قرار متهور .
نحمد الله على نعمة الاسلام والاخوة ، وعلينا ان نعفو ونصفح ونسامح ونتراحم
ونحب بعضنا البعض ، وان ننشر ثقافة راقية يحسبه الجاهلون اهانة للنفس ، فقوتنا في
ترابطنا وتلاحمنا ، ومهما اختلفنا في وجهات النظر او الافكار والرؤى يجب أن تكون
قلوبنا مترابطة ومتحدة دائما .
0 التعليقات:
إرسال تعليق