الأحد، 3 ديسمبر 2017
ديسمبر 03, 2017

المهرة ، ونشتاق للبوح أحيانا




المهرة ، ونشتاق للبوح أحيانا
ماهر بن ربيع

في مجتمع يسوده الاخاء والمحبة والتراحم والود والترابط الاجتماعي وكل معاني الحياة النبيلة ، ويتميز بعلاقات اجتماعية وانسانيه جميلة ، وتجمعه الارض الطيبة واصالة الانسان وعراقة التاريخ .

كتب عن امجاد الأدباء وتغنى بأصالته الشعراء ، كل ذلك يشفع لهذا المجتمع بأن يكون في طليعة المجتمعات أمنا وأمانا ، وان يتربع على عرش الاصالة والتاريخ ، رغم كل ذلك الماضي الزاخر بالقصص والروايات والاحاديث التي تفرح القلب وتسعد الفؤاد بما فيها من ليالي ملاح وسعادة ورغد العيش .

ما نعيشه من حاضر مؤلم فإننا نشتاق للبوح بأشياء هي من صنع الانسان نفسه ، وهي نتاج تصرفاته وسلوكه وأعماله الخاطئة وأفعاله السلبية ، فحينما يغيب الأمن يصبح الحبل على الغارب ، ويتخلل النظام ، فيفعل الكل ما يحلوا له سلبيا كان أم ايجابيا ، صحيح ام خاطئ ، خير أم شر ، وينعدم مبدأ العدل والمساواة ، ويصبح القوي يأكل الضعيف .
فلو ألقينا نظرة على البحر ، فهناك العجب العجاب ، وعلى مرمى ومسمع السلطات ، وبلغة التحدي ، والسلطة تلعب دور " شاهد ما شفش حاجه " .

عندما تسأل المواطن الغلبان ن فانك ستجد هذه الاجابة على لسانه ، " لا توجد دولة ، ولا يوجد نظام " فضاعت هيبة الدولة ، هذا اذا كانت دولة قويه لما أصبحنا بهذا المشهد المأساوي .

واذا نزلنا الى اليابسة فإننا سنجد شكسبير يروي قصصه التراجيدية على غرار الملك هاملت وكبث ، وغيرها من القصص المأساوية ، فالفساد الاداري والمالي والوظيفي قد بلغ حد اللا المعقول ، ولا زال البعض لم يجد لكلمة " فاسد " معنى في اللغة العربية ، وماذا تعني بالنسبة له .

فغياب الامن والسلطات عن القيام بواجباتها ظهرت اثار سلبية واضحة على الحياة اليومية ، فلا نظام ولا تخطيط ولا اهداف مستقبلية ، فتخبط وعشوائية ، فيقتل الشخص والامن لا يعرف عن القضية شيء ، او بمعنى أصح " يغض الطرف" وكأن لسان حاله يقول " هذا ليس من اختصاصي " فعندما يختل الامن تأتي أيادي خفية لزعزعة الاستقرار والروابط المتينة بين أبناء المهرة ، وتزرع وتنفخ نار الحقد والكراهية والبغض ، وهذا ما يدعى للبوح به خوفا على ذلك المجتمع المتماسك بان يقع شباك التفرقة والتشرذم والفتنه المفتعلة ويتخلل النظام الاجتماعي الذي عرف به المجتمع المهري منذ قديم الزمن .

فلسنا بحاجة الى كوراث بشرية وتفرقه وتناحر وعصبية ، وعلينا الرجوع الى الله ولا نتعصب ولا نغضب ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ويجب علينا أن نرجع دائما الى الشريعة الاسلامية ، ونلتزم بحدود الله لا بما تملي علينا تصرفاتنا ولا نكون ضحية عواطفنا ، وعلينا دائما ان نغلب لغة العقل والحكمة لا بالتهور والمجازفة ، فلا نكون ضحية تفكير خاطئ او قرار متهور .

نحمد الله على نعمة الاسلام والاخوة ، وعلينا ان نعفو ونصفح ونسامح ونتراحم ونحب بعضنا البعض ، وان ننشر ثقافة راقية يحسبه الجاهلون اهانة للنفس ، فقوتنا في ترابطنا وتلاحمنا ، ومهما اختلفنا في وجهات النظر او الافكار والرؤى يجب أن تكون قلوبنا مترابطة ومتحدة دائما .




0 التعليقات:

إرسال تعليق